ألم يأنِ للعقلاء أن ينقذوا العالم؟!

 

حرب على الأرض بالصواريخ والمسيرات، وحرب إعلامية في الفضاء الإلكتروني والمرئي.. ذلك هو الواقع الذي نعيشه حاليًا في منطقتنا التي باتت على شفا حافة هاوية سحيقة لا أحد يعلم كيف سنتفاداها أو متى ننجو منها؟!

لقد تصاعدت الحرب الشعواء بين إيران المُدافعة عن سيادتها وإسرائيل المُعتدية بكل إجرام، وفي الوقت الذي كُنَّا ننتظر فيه تدخلات العقلاء في هذا العالم حتى تضع الحرب أوزارها، أطل علينا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات خطيرة تزيد من التوتر في المنطقة، وتصب الزيت على النار.

الأمر بدأ باعتداء وعدوان إسرائيلي غاشم وسافر على إيران، فردت الأخيرة بهجمات صاروخية أصابت أهدافًا استراتيجية وحيوية في قلب تل أبيب وكبرى المدن، في وقت كانت تُعقد فيه جولات المفاوضات بين أمريكا وإيران بوساطة عُمانية، لكن انهارت هذه المفاوضات بسبب العدوان الإسرائيلي والدعم الأمريكي اللامحدود لحكومة التطرف الإسرائيلية.

لم تكن تصريحات ترامب هي الوحيدة الخارجة عن نطاق المعقول؛ بل كان للمستشار الألماني فريدريش ميرتس، نصيبًا من التهديدات التي لا تُلقي بالًا للقوانين الدولية أو الأزمات التي قد تلحق بهذا العالم إذا استمرت الحرب أو تعرضت المنشآت النووية الإيرانية للهجوم.

وجاء تهديد المستشار الألماني صريحًا ومُركَّزًا على التدمير الكامل للبرنامج النووي الإيراني- وهو برنامج سلمي كما تؤكد إيران- إذا لم تتراجع طهران وتعود إلى طاولة المفاوضات.

لقد بتنا في أمسِّ الحاجة إلى صوت العقل الذي يُسيِّر الأمور في اتجاهها الصحيح، كما إنَّ الأزمات التي عصفت بهذا العالم في السنوات الأخيرة جعلته غير قادر على تحمُّل المزيد من الأزمات التي قد تكون هذه المرة أكبر من قدرات الجميع وتفوق أي تصوُّر.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة