الطائر الميمون وغصن الزيتون

 

ناصر بن حمد العبري

 

في رحاب السياسة الهادئة والدبلوماسية الرصينة، تواصل سلطنة عُمان أداء دورها التاريخي كجسر للتواصل بين الشعوب، وسفير للسلام في عالم يموج بالأزمات. فقد حملت الأمانة، وأدّتها على أكمل وجه، وكانت الزيارات الميمونة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- دليلًا ساطعًا على مكانة السلطنة المرموقة بين دول العالم.

وحرص جلالة السلطان على زيارة الدول الشقيقة والصديقة ليس مجرد بروتوكول دبلوماسي؛ بل رسالة عُمانية راسخة تؤكد أن السلطنة تسعى لإطفاء فتيل الحروب، ونشر ثقافة الحوار والتفاهم. إنها اليد التي تحمل غصن الزيتون وتُمد إلى الجميع بروح السلام والتعاون، في مشهد يختزل رؤية عُمان الإنسانية والسياسية.

ويرمز الطائر الميمون الذي يحلّق في السماء إلى الأمل والتفاؤل، ويعكس رؤية وطنٍ اختار طريق الحكمة، وارتضى لنفسه أن يكون صوت العقل في محيط مضطرب؛ فالدور العُماني في التوسط بين الأطراف المتنازعة عبر التاريخ يجعلها لاعبًا مؤثرًا في معادلات السياسة الدولية، ومحل ثقة لدى الجميع.

زيارة جلالة السلطان إلى روسيا- كما في غيرها من المحطات الدولية- تُعبِّر عن نهج مدروس يهدف إلى تعميق الحوار وتوسيع آفاق التعاون، والدفع بمبادرات السلام إلى الأمام. فهي ليست فقط رسائل دبلوماسية؛ بل خطوات استراتيجية تنبع من إيمان السلطنة بأن السلام هو السبيل الأوحد لتحقيق الاستقرار والنماء.

وغصن الزيتون، بما يحمله من رمزية عالمية للسلام، هو شعار عُمان الدائم في تحركاتها الدولية. فهي ترفض العنف، وتؤمن بالحوار وسيلة لحل الخلافات، وتحرص على دعم كل جهد يفضي إلى عدالة وإنصاف بين الشعوب.

كما تعكس هذه الزيارات حرص السلطنة على تنمية علاقاتها الاقتصادية والثقافية مع مختلف الدول، بما يواكب رؤيتها المستقبلية نحو تنويع الشراكات وتعزيز الحضور العُماني في مختلف المحافل الدولية.

في الختام.. تظل سلطنة عُمان، بقيادتها الحكيمة، نموذجًا للدولة التي تؤمن بأن قوتها الحقيقية تكمن في نهجها السلمي، وفي يدها الممدودة دومًا بغصن الزيتون؛ فذلك الطائر الميمون الذي يُحلّق عاليًا في سماء الوطن، لا يحمل فقط آمال العُمانيين؛ بل يحمل تطلعات الشعوب إلى عالم يسوده الأمن والتسامح والسلام.

الأكثر قراءة