نزوى- العُمانية
كشفت وزارة التراث والسياحة أن عدد زوار المعالم التراثية والسياحية في محافظة الداخلية مثل القلاع والحصون والحارات القديمة وغيرها من الأماكن السياحية، وصل إلى أكثر من 415 ألفًا و81 زائرا خلال العام الماضي 2024م مقارنة بالعام 2023 الذي وصل إلى 312 ألفًا و243 زائرًا بنسبة ارتفاع بلغت 32.94 بالمائة، كما زار كهف الهوته خلال العام الماضي 39 ألفًا و981 زائرًا.
وتعود الزيادة في ارتفاع عدد السياح في القطاعين التراثي والسياحي في المحافظة إلى تفعيل دور الحارات التراثية والسياحية بشكل أكبر مثل حارة العقر بولاية نزوى وحارة العين بولاية إزكي، إضافية إلى الحركة النشطة في الجبل الأخضر والجبل الشرقي ومسفاة العبريين بولاية الحمراء.
وتعد محافظة الداخلية إحدى أبرز الوجهات السياحية في سلطنة عُمان بفضل تنوعها الجغرافي ومعالمها التراثية. كما تشتهر بمعالمها التراثية التي تشمل القلاع والحصون، إضافة إلى الحارات القديمة مثل حارة العقر وحارة العين، التي خضعت لعمليات تطوير جعلتها وجهات سياحية مميزة، ما أسهم في إبراز قيمتها التراثية ودورها في تعزيز الجذب السياحي بالمحافظة.
وقالت أحلام بنت حمد القصابية مديرة إدارة التراث والسياحة بمحافظة الداخلية إن عدد القلاع والحصون في محافظة الداخلية بلغ 63 معلمًا؛ حيث تم استثمار 4 معالم وهي (قلعة نزوى وحصن جبرين وقلعة بهلا وحصن بيت الرديدة)، كما تم أخيرا طرح حصن سمائل للاستثمار من قبل القطاع الخاص. وأوضحت أنه وصل عدد المنشآت الفندقية في محافظة الداخلية بنهاية العام 2024م (158) منشأة تتمثل في (فنادق ومخيمات وشقق فندقية واستراحات وبيوت ضيافة ونزل تراثية ونزل خضراء) حيث توفر نحو (2636) غرفة.
وأشارت إلى أن الاستثمار في المعالم التاريخية يأتي في إطار جهود الوزارة لتوظيف التراث الثقافي وضمان استدامته وزيادة الاستفادة من خلال توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة وتمكين القطاع الخاص من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة، وإيجاد منافذ تسويقية للحرفيين لإثراء السياحة المحلية وإعادة إحياء مواقع التراث الثقافي. وأضافت أن من أهم المنتجات التي أصبحت ذات جذب سياحي في محافظة الداخلية هي سياحة المغامرات ومعايشة المواسم الزراعية المحلية كموسم الرمان والورد والخوخ وغيرها من المواسم التي يتميز بها الجبل الأخضر والتجوال في الحارات المطورة ذات الطابع التراثي الجاذب للسياح للتعرف على الثقافة العمانية ومشاهدة صناعة الحرف العمانية كالفخار والفضيات.
وأكدت أن إدارة التراث والسياحة بالمحافظة تواصل جهودها لتسهيل إجراءات التراخيص السياحية وتنظيم الفعاليات على مدار العام، حيث تشمل خططها تنفيذ مشروع مسار الورد في ولاية الجبل الأخضر، إضافةً إلى ترميم عدد من المعالم والمساجد الأثرية، بهدف الحفاظ على الموروث التاريخي وتعزيز الجذب السياحي في المنطقة.
وأوضحت مديرة إدارة التراث والسياحة بمحافظة الداخلية أن تنوع المشاريع السياحية التي ينفذها القطاع الخاص بما في ذلك المنشآت الفندقية بمختلف فئاتها وأسعارها التنافسية يسهم في جذب الزوار من شرائح متعددة، مشيرة إلى أن القطاع الخاص يعمل مع وزارة التراث والسياحة على دعم المجتمع المحلي وتعزيز التنمية المستدامة في المحافظة من خلال تطوير المنتجات المحلية إلى وجهات سياحية متميزة. وبينت أن جهود وزارة التراث والسياحة في تعزيز الاستثمار السياحي من خلال التنمية المستمرة والتسهيلات المقدمة، أسهمت في تنشيط القطاع السياحي بالمحافظة.
وأشارت إلى أن هذه الجهود انعكست إيجابًا على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، عبر إشراكها في الفعاليات السياحية وتقديم التسهيلات اللازمة لتنفيذ أنشطة مرتبطة بالقطاعين السياحي والتراثي. لافتة إلى أن بعض هذه الفعاليات تتزامن مع مواسم المنتجات الموسمية، مما يعزز الحركة السياحية محليًّا ودوليًّا. وأوضحت أن إدارة التراث والسياحة في محافظة الداخلية تدعم العديد من الفعاليات بالمحافظة، من بينها مهرجان شتاء الداخلية، الذي يهدف إلى إبراز المقومات التراثية والسياحية التي تزخر بها المحافظة.