شعر/ جاسم بن عيسى بن عبيد القرطوبي **
مَن يكن مِن أرضنا
قَدَرٌ أن يُسعدا
أن يُنعما
في عمان
موطن التاريخ والمجد العريق
من بها الفجر الجديد
من لها المجد التليد
في حمى آل سعيد
نَعَمَت سلطنتي وارتفعت راياتُها
منذُ كان البحرُ يشدو
باسمها
منذ كان الموجُ يحكي قصة العزم العميق
عن أسودٍ كالسدود
سادتي آل سعيد
سُفُنٌ تُبْحِرُ ...
صوتٌ على فوق العلا
خاطبَ الأُفقَ لقد آنَ لهذا الجيلِ عزما
يستفيق
كجذور الوطن الغالي ويزهو
بثمارِ الدوحةِ الغراء غرسُ البوسعيد
بمدادِ الشمسِ قامت دولتي
أحمد الباني لقد أسسها
حكمُ رُشْدٍ بعمادِ العدلِ يمضي
فاستوى فينا سناهم
إنّه الحبُ المشيد
بعده الابن سعيد
من بنى المنصور حصنا
نالت الرستاق حظا
من دواهي العُربِ صدقا
قال هذا ابن رزيق
وأتانا حمدٌ من نسله
قد ثوى في مسقطٍ
وله الحكم ارتقى
ثمَّ سلطانٌ أتى ثمَّ سعيدٌ
لم يناهزْ حينها عمر الفتى
لا صغيرٌ عندكم
إذ صغير الأُسدِ تخشاه الكبار
هكذا أنتم سلاطين العصور
هكذا آل سعيد
حيث حلوا... زان مجدٌ واستقرْ
حيث ساروا...أشرقت شمس العلا
وامتدَّ نورٌ واستدارْ
فثويني واجه الأمرَ الضروس
صالح الفرسَ ولم نخضعْ لصلحٍ بالرؤوس
سالمٌ حكمته سار وقد ماجت به
ريحُ بركان بدت من عمه تركي وعزانِ بْنِ قيسِ
وتوالى الأمرُ حتى ما أتى عزانُ فيها
إن أبت نزوى ولم ترضَ سمائلْ
بدبدٌ ، إزكي ... فعودُ الأمر في الداخلِ مائلْ
عاد نجمُ الحقِّ يعلو كالمنائر
سادتي آل سعيد
مجدكم يمضي الخطى فوق الدهور
إنه وهج نهارٍ مشرقٍ لا ينطفئ
في الديار
جاءَ تركي ابنُ سعيد
مَن أقام الهندَ مرأى
ولهُ إنجلترا عهدٌ ورؤيا
فيصلٌ من بعده صارت له حِلْفٌ بها
هكذا تاريخنا يربو على نجم السُّها
وجرى الدهرُ يجرَّ الأزمات
يُثقِلُ الضيقُ الكائنات
جاء تيمورُ ابنُه رغم العنا
بين هندٍ بين يابانٍ لقد قاد عمانا
وازدهى بالبوسعيد
عصرُ علمٍ شامخ العهد المجيد
بسعيدٍ وأبي قابوس أمجاد السعيد
أسس المدرسة الكبرى السعيدية
من غدت بالعلم والبشرى حفية
ها هنا قابوس أتى خيرُ الهدية
أزهرت أرض الكمال
نوره الشمس الذي عم الجبال
ومضت أعوامهم خيرا وأتانا
في يناير الغيث من ربي علا خيرُ هدية
هيثمُ الشهم الهمام
فكرُ نُجْحٍ لا يضام
ونراهُ التاريخ للأمجاد مرجعْ
عهده بالخير يا صاحِ تفرَّعْ
وسمت داري به حتى غدت للفجرِ مطلعْ
أنعمي سلطنتي في ظلِّ ساداتِ البوسعيد
مثل بدر فجره يًزهي الدُّنا
عانقت تلك الثريا للثرى
فبكم آل سعيد
بارك الحاضرُ للآباء في أحفادها
أنعمي يا أرضنا
أسعدي سلطنتي
ظلنا ظلٌّ سعيدٌ من يدي آل سعيد
** قصيدة تروي تسلسل حكم السلاطين في دولة البوسعيد من عهد الإمام المؤسس أحمد بن سعيد البوسعيدي- رحمه الله- إلى الظل الوافر للعهد السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أعزه الله وأبقاه- مؤيدًا يرفل في أثواب الصحة والعافية.