غازي بن سعيد البحر الرواس
ما زالت عصيَّة تنتظر دومًا من يُحركها حتى يأتي مُجدِّدٌ.. عُمان قريبة ليست بعيدة من آمال الفاقدين.. عُمان ليست قريبة من اليأس.. عُمان مركب من أمة وإرث وثبات وأمل وسلاطين..
علينا بدايةً أن نقر أنَّ هناك مُنقذًا، فإذا حلمنا كوابيس خرج مُجدد، وحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- كان هناك بالقدر والضرورة، خرج من الصمت والسمت ليقول أتيتكم بأمل، تراه ساكتًا وباسمًا وحليمًا، ويُنصت لا يتحدَّث كثيرًا، يتكلم ولا يقول إلّا فعلًا، لطيف المعشر، قليل الكلام، كثير الابتسام، قويم المكان.
القَدَرُ يصنع الشيء، والقدر كذلك يحكم طبيعة الأشياء، والسلطان هيثم- أعزه الله- إنسان مُجدِّد، والمجدد يعرف طبيعة الأشياء؛ لذلك يسعى لأن يُعطي عُمان ما أغفله الوقت.. جلالته يتمتع بالحصافة واللطف والانشغال بالسعي.. مهيبٌ بشوشٌ مسكونٌ بحلمه، وحلمه يكبر مع الوقت.. حاسم ومنجز وعطوف يكيل النواجذ بالقسط، ألا يُخسر الميزان.. أتى إلى العرش قبل خمسٍ، وقال لشعبه فلنجعلها مؤاكلة حسنة ومشاربة جميلة، وعهد متجدد، ودولة بهية، وهو يُدرك أن الطريق ليس هينًا وسيؤخذ غلابًا، والعمل الرصين يستدعي مشقة بالضرورة، واليسر يُعصر من بطن العسر.. أتى السلطان في موعده وكل شيء أُعِد بقدرٍ، كان هيثم السلطان يسعى للنخوة والعزة طول حياته، وكان المُلكُ يسعى إليه وتلاقيا على الوقت، وأطل علينا السلطان مُذكِّرًا بتاريخ عُمان وكيانها العريق وإرثها الذي يبني ولا يهدم، ويقرِّب ولا يُباعد، وقال ماضون في التنمية والبناء، ثم خاطب الشباب موكدًا أنهم ثروة الأُمَّة وموردها الذي لا ينضب، وأكد أنه سيُوليهم كل عنايته ورعايته. وقال سوف أستمع لهم وانظر في حاجياتهم واهتماماتهم.. وشدد على دولة القانون والمؤسسات وتكافؤ الفرص والكرامة والحقوق.
أعز الله السلطان هيثم، ورفع شأنه وأيده بنصرٍ من عنده، وحفظ عُمان وأهلها ومن قطن بها، من كل الشرور، ومن كل مُتربِّص آثم، وحاقد غاشم، فاسدًا كان أو ظالمًا.. بعزك وجلالك يا الله.