راشد بن حميد الراشدي
تحلُ على سلطنة عُمان في الحادي عشر من يناير كل عام، ذكرى مناسبة سعيدة نقلتها من نهضة شاملة الأركان إلى نهضة مُتجددة العطاء والعمران؛ ليُشرق على عُمان فجر سلطانٍ وَفِيٍّ لوطنه وشعبه وسليل أسرة عريقة حكمت عُمان منذ مئات السنين، وكان لتاريخها العريق ملاحم وأمجاد وذاع صيتها في بقاع الأرض من مسقط إلى زنجبار ودول شرق أفريقيا، ومن مسقط إلى الهند وصولًا لدول شرق آسيا والصين؛ حيث رست سفن التجار العُمانيين ربابنة البحار على شواطئها مُحمَّلة بالخيرات، ومن مسقط إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعلاقات متجذرة كان سفير عُمان أحمد بن النعُمان الكعبي على أراضيها، أول سفير عربي يصل إليها ويُقيم أول علاقة دبلوماسية خلدها التاريخ على صفحاته الماجدة.
اليوم.. يُشرق على عُمان فجر قائد حمل لواء الوطن عالياً وسط عواصف حلَّت بالعالم أجمعه من حروب وأوبئة وأزمات اقتصادية وسياسية، ليحمي الوطن ويدافع عنه بسياسة متزنة ومرونة متميزة ووسطية لا تحمل إلّا الخير لعُمان وشعبها والأمة جميعها؛ فعُمان بلد السلام منذ سالف الأزمان وستظل كذلك منبعاً للخير بإذن الله.
كل عام وجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- بخير وعافية وكل عام وعُمان وشعبها بسعادة وطمأنينة وهممٍ عالية متقدة مع ذكرى تولي جلالته الحكم في البلاد.
اليوم نستذكر ولله الحمد ما تحقق من منجزات تنموية شامخة في كل شبر من أرض عُمان، شملت كل مجالات الحياة الكريمة التي ينشدها المواطن والمقيم والزائر لهذا الوطن العزيز.. منجزات شملت البشر والحجر؛ ليبرز اسم عُمان عاليًا في كل ميادين العمل المُمنهج الممزوج باحترام الآخرين على مستوى دول العالم، ولتحمل سلطنة عُمان لقب بلد السلام والاستقرار والنماء ولتكون نموذجًا يُحتذى به على مستوى الدول المُحبة للخير.
ومع العهد الجديد المتجدد بالعطاء والرؤية المستقبلية الكبيرة لـ"عُمان 2040"، تتجدد كل الآمال في مواجهة التحديات الصعبة، وإيجاد الحلول الجذرية لملف التوظيف، وتحديات ارتفاع تكلفة المعيشة، وضعف الأجور، وملف الاستثمار والصناعات والمشاريع التنموية العملاقة، والملفات الاقتصادية الأخرى المرتبطة بتطور الوطن ونمائه، والعمل على تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وضرورة تعمين الوظائف في مُعظم القطاعات الحكومية والخاصة. علاوة على إيجاد حلول لمُعظم ما تواجهه السلطنة من تحديات..
ومع هذه الأيام المجيدة، ترتفع هامات الأمل نحو تحقيق المزيد من الإنجازات القادمة القريبة- بإذن الله- ولسان حال المواطن يقول: القادم أفضل، بنوايا صادقة وعزيمة متقدة وسلطان ماجد وشعب على العهد سائر مع قائده يفديه بروحه ودمه.
كل عام وعُمان بخير، ومن ألق إلى ألق، وشعبها الوفي يدعو لسلطانه بالصحة والعافية والعمر المديد، وأن يمده الله بنصره وبتأييده؛ فعُمان منبع الخير منذ سالف الأزمان، ويكفيها شرفًا ورفعةً دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لها بالخير والنماء.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليهم نعمهِ ظاهرها وباطنها، وكل عام والجميع بخير.