تشير تصريحات المسؤولين المطلعين على المفاوضات بأن صفقة وقف إطلاق النار في غزة باتت وشيكة، وقد تدخل حيّز التنفيذ خلال الأيام المقبلة، على الرغم من التكتم الشديد من قبل الأطراف والوسطاء على تفاصيل هذه المفاوضات التي تتم بعيدا عن أعين الكاميرات.
وتأتي هذه التصريحات وسط تفاؤل حذر من أن يتسبب رئيس حكومة الاحتلال المطلوب للعدالة الدولية، بنيامين نتنياهو، في إفشال هذه المساعي التي يبذلها الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية، مثلما فعل في الكثير من الجولات السابقة.
ومن الواضح أن هذه الجولة شهدت الكثير من الجهد لإلزام جميع الأطراف بتقديم تنازلات لبدء تطبيق وقف إطلاق النار ووقف الحرب على مراحل، وسط مطالبات من فصائل المقاومة لوجود ضمانات حقيقية بأن تفضي هذه المراحل إلى وقف كامل للحرب.
إننا نأمل أن تتم هذه الصفقة قريباً لوقف نزيف الدم الفلسطيني بعدما عجز المجتمع الدولي عن حمايته من آلة الحرب الإسرائيلية من أكثر من عام، كما عجز عن إلزام الاحتلال بالقوانين والمواثيق الدولية، لتكون حرب غزة شاهدة على أكبر حملة إبادة في التاريخ الحديث وعلى إجرام الاحتلال الذي لا يشغل تفكيره سوى القتل ومزيد من الدماء، للسيطرة على كامل التراب الفلسطيني، وعلى أراضٍ في دول أخرى إذا أتيحت له الفرصة لذلك.