حمد الناصري
لا يختلف إثنان على أن المدرب الوطني الكابتن رشيد جابر، من أفضل المدربين اللذين أشرفوا على تدريب منتخبنا الأحمر العماني بعد ماتشالا، وقد أدرك الكابتن رشيد مبكرًا إنه سيخوض معركة حاسمة، هي معركة وجود، فتعاهد مع اللاعبين على بذل أقصى جهدهم بغض النظر عن امكانياتهم وكان له ما أراد لذلك لا نلومه في شيء، ولا نلوم اللاعبين أيضا فقد أدوا وقدموا كل ما في طاقتهم بل نلوم أنفسنا، فنحن بلا قاعدة كروية جماهيرية حقيقية، فكل مسابقاتنا ضعيفة جماهيريًا، باستثناء اللقاءات الوطنية ، ودوري عمان تل بشكل خاص رتيب وروتيني إلى حد كبير، حيث لم نجد له متابعة حقيقية لا في المستطيل الأخضر ولا على المدرجات ولا حتى في وسائل التواصل والاعلام ولم نشهد إلا حضور نادر من كبار المسؤولين.
وفي اللقاء الأخير أمام منتخب العراق لاحظنا بصمة المدرب من خلال منح الحرية للاعبين في التحرك ضمن مساحاتهم وترك حرية التصرف لهم ، ولكنا شهدنا في المقابل، لاعبين بلا روح قتالية ولا حماس ويفتقرون إلى عقلية الفوز، ولم يستغلوا حتى الفرص القليلة التي سنحت للمنتخب خلال الشوطين وأهدروا الكرات بغرابة شديدة .. وكما صرح المدرب بعد المباراة أن لاعبيه افتقدوا للمسة الأخيرة وكأن واجبهم إيصال الكرة إلى منطقة مرمى العراق وانتهى، فلا تصويب من بعيد ولا محاولة التغلغل في منطقة جزاء الخصم ولا حتى إيصال الكرة بشكل دقيق في منطقة الجزاء.
ومن هذا المنطلق، أقترح على الكابتن الرائع جابر رشيد البحث عن لاعبين جدد وضخ دماء جديدة إلى المنتخب لإشعال روح التنافس في لاعبيه من جديد وتوصيل فكرة أن من لا يعطي في الملعب لا مكان له في المنتخب ويكفي اعتمادًا على أسماء قديمة أصبح بعضها عبئًا علينا فتشكيلة المنتخب تحتاج إلى تغيير شامل أو شبه شامل على الأقل ويجب الوصول إلى تشكيلة تمثل سلطنة عمان برازيل الخليج والكرة العمانية ولادة وفيها موارد هائلة تنتظر الاكتشاف والتجربة، لتقديم أداء يستحقه الجمهور المتعطش .. كذلك فإن تحريك دفة الاحتياط هو خير وأبقى وأفضل، فدخول حاتم الروشدي والأغبري غير مجرى اللعب لكن اللاعبين وصلوا إلى حد التآكل النفسي من طول الانتظار على الدكة ورغم ذلك قدموا مستوى متميز.
إن ثقتنا بالكابتن رشيد جابر وبقدراته لم تهتز وأمامنا مدة طويلة هي أربعة أشهر حتى الجولة القادمة من التصفيات وهناك أثنا عشر نقطة في الميدان قادرة على قلب كل المعطيات لصالحنا إن أحسنا استغلالها وأمامنا أيضًا بطولة الخليج القادمة وهي أفضل محطة اختبار للتشكيلة الجديدة.
رشيد جابر، جَبَرَ الخواطر وطور الكثير من إمكانيات اللاعبين كأفراد والمنتخب كمجموعة بكل ما أمكنه أن يقدمه وبذل جهدًا هائلًا حيث لا يخفى على أحد التغير الواضح في المنتخب وفي أداء اللاعبين المطلق لفت أنظارنا جميعًا ، ولذا نرى أن على المدرب الوطني تغيير تطوير عقلية اللاعبين وليس فقط الجوانب المهارية والبدنية لأن ما افتقدناه فعلا بالأمس هو الروح العمانية الحماسية في اللعب ولو لعب منتخبنا بنصف المستوى والروح التي لعب بها في نهائي كأس الخليج في البصرة لكانت النتيجة بكل تأكيد لصالحنا وبفارق لا يقل عن هدفين.
خلاصة القول.. شكرًا مدربنا الوطني، كفيت ووفيت، فقد تحسن الأداء وتغير وتطور الاداء الجماعي والتكتيكي ولكنا لا نزال متعطشين للنتائج الايجابية فالكرة نتائج وليست مجرد مستوى والتاريخ يسجل النتائج وينسى الأداء.
وفي كل الأحوال ومهما كان حال المنتخب فعلينا أن نتمسك بالأمل لأن هذه التصفيات فيها مرحلة لاحقة وتواجدنا في المركز الثالث أو حتى الرابع يمنحنا فرصة جديدة للتأهل.
إن وقوفنا مع الأحمر جزء من حبنا الكبير للوطن وهو وطن ليس ككل الأوطان ويستحق منا كل تضحية و حب و وفاء ونبقى نغني أمجاده ما حيينا في العسر واليسر وفي السراء والضراء.