صحار- الرؤية
أوصت ندوة محافظة شمال الباطنة في ذاكرة التاريخ العماني التي عقدت في الفترة من 21 إلى 23 أكتوبر الجاري بولاية صحار، تحت رعاية معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزيرِ الأوقاف والشؤون الدينية، بضرورة مواصلة العمل في عمليات التنقيب والمسح الأثري في محافظة شمال الباطنة، وإيلاء مزيدٍ من الجهود القائمة في الاستثمار السياحي لمختلف المواقع الأثرية والتاريخية فيها.
وتضمنت التوصيات التي جاءت في حفل الختام الذي رعاه سعادة الشيخ محمد سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة، أهمية تبني إنشاء مشروع متحف يتم من خلاله إبراز المعالم التاريخية والمقتنيات الأثرية والوثائق والمخطوطات التي تزخر بها المحافظة بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص، وتشجيع المواطنين على تسجيل وثائقهم ومخطوطاتهم التي ترصد جوانب مختلفة من تاريخ المحافظة والاهتمام بدراسة الموروثات الثقافية وأنماطها المختلفة، وظيف التقنيات الناشئة لعرض تاريخ المحافظة بشكل عام والتاريخ العماني بشكل خاص، واستثمار الإعلام في إبراز الموروث الثقافي التاريخي وتجسيده بصورة تحافظ على الهوية الوطنية، وتبني مشروع وطني لجمع المصطلحات الحضارية من المصادر التاريخية والفقهية والوثائقية وغيرها.
كما أوصت الندوة بنشر البحوث العلمية التي قدمت في الندوة في السلسلة التاريخية والحضارية للمحافظات والمدن العُمانية، التي تصدرها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.
وشارك في الندوة عدد من الأكاديميين والباحثين من عمان وخارجها، وشهدت تقديم 29 ورقةَ عمل بحثية؛ توزعت على 3 محاور وهي: التاريخي والسياسي، والاقتصادي والاجتماعي، والثقافي.
وألقى الدكتور طالب بن سيف الخضوري مدير عام البحث وتداول الوثائق بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، نيابة عن الباحثين والمشاركين في الندوة، قدم فيها الشكر لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والقائمين على عمليتي الإعداد والتنظيم لهذه الندوة، مؤكدا أن التاريخ العماني عميق بعمق الزمان، ويحتاج إلى مزيد من التحليل والتفسير والتعليل؛ حتى يستفيد منه الجميع في الحاضر والمستقبل.
وأشار إلى أن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية دأبت على الاهتمام بذاكرة التاريخ العُماني من خلال سلسلة الندوات والنشر العلمي للنتاج الفكري.
وأضاف: "إن هذه لاندوة تحت مظلة هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية هي مناسبة علمية عظيمة، وفرصة لتبادل المعارف والأفكار، وتعزيز الحوار بين الأجيال، واستكشاف الروابط بينها، وإذ نشجع على البحث عن المعرفة، فعلينا أن نسلط الضوء على أهمية المحافظة على تراثنا الثقافي، والاستفادة من التجارب التاريخية".