خالد بن سالم السيابي
من غزة بدأ، ومنها استمر وفيها تصعد روحه المباركة لتكون غزة هي الوطن الذي انطلق منه، والذي يخلد فيه والذي يكتب على جدرانه عاش بطلًا حقيقياً ليس كأبطال السينما إنه القائد الشهيد يحيى السنوار.
وعلى تل السلطان كانت حياته الأخيرة ليكون ذلك الدرع الحصين في مواجهة أشد الهجمات عتاوة، وأقساها صنعة لكنه لم يرضخ للاستسلام بل جعل من أنفاسه الأخيرة قصة تُؤرخ للأجيال البطل الخارق يحيى السنوار هو أول الأسوار في تحصينات غزة العزة.
وكأنما جعل الله من العدو أن يؤرخ للعالم قصة ذلك البطل المثخن بالجراح، والذي لم يستسلم بل دفع بعصاه الأخيرة لتكون قذيفة محكمة بتقدير الله تعالى، ورمزا من رموز الشموخ والقوة والتحمل فلعلها تلقف ما يأفكون.
قصة القائد المجاهد والخاتمة الأسطورية والحشد العالمي في استشهاد بطل من جند الله، سخَّر نفسه وما يملك من أجل قضية الأمة العربية والإسلامية، كفيلة ألا تغيب تلك الصورة في أذهان كل من شاهدها لتعيد الذاكرة المشهد آلالف المرات، فتكون الصورة واضحة تماماً بطل عربي وقومي يصارع في مقدمة الصف وحيدا لم يختبئ ولم يهرب بل زاحم الصفوف ليكون في مواكب الشهداء.
الحكاية لن تتوقف أيها البطل السنوار؛ بل غرست في نفس كل طفل عربي بذرة التضحية والقوة والجهاد وسنراه يقلد ذلك البطل ليبقى السنوار ويولد آلالف السنوار من جديد.