تحقيق- ناصر أبوعون
يقول الشَّيخُ القاضِي الأجَلّ عِيَسى بِنْ صَالِحٍ بِنْ عَامِرٍ الطَّائِيُّ: [(ذِكْرُ عَوَائِدَ أَهْلِ ظِفَارِ وَمَلَابِسِهِمْ). أَمَّا عَوَائِدُهُمْ فَهِيَ مُخَالِفَةٌ لِعَوَائِدِنَا، وَيُوْشِكُ أَنْ تَكُوْنَ فِي كُلِّ شَيءٍ؛ مِنْ ذَلِكَ أَمْرُ الزَّوَاجِ؛ لَأَنَّ عَقْدَ النِّكَاحِ عِنْدَهُم يُبْنَى عَلَى اِثْنَيْ عَشَرَ قِرْشًا وَنِصْفٍ مَهْرًا، وغَيْرُ الْمَهْرِ أَثْوَابٌ تُعْطَى أَوْلِيَاءَ الْمَرْأَةِ، تَكَادُ تَكُوْنُ أَكْثَرَ مِنَ الْمَهْرِ، فَإِذَا أَرَادَ الزَّوْجُ الْعَقْدَ أَحْضَرَهُ الْوَلِيُّ فِي بَيْتِهِ، وَأَوْلَمَ الْوَلِيُّ وَلِيْمَةً عَلَى قَدْرِ سِعَةِ حَالِهِ، فَيُمْسِكُ الْعَاقِدُ يَدَ الْمُتَزَوِجِ مَعَ يَدِ الْوَلِيِّ وَيُجْرِي الْعَقْدَ عَلَيْهِمَا، وَإِذَا تَمَّ الْعَقْدُ أُخِذَتِ الْمَرْأَةُ، وَحُبِسَتْ فِي الْبَيْتِ وَيُطْعِمُوْنَهَا أَحْسَنَ الطَّعَامِ حَتَّى تَسْمَنَ، وَتَظْهَرُ بِهَا الْقُوَّةُ وَالنَّشَاطِ، وَيُطْلُونَ جِسْمَهَا بِـ(النِّيْلةِ) وَ(الصَّبْرِ)؛ لَأَنَّهُمْ يَزْعُمُوْنَ أَنّهُ يُنَقِّي الْبَشْرَةُ، وَمَتَى حَصَلَتْ بِهَا الْقُوَّةُ وَرَقّتْ بَشْرَتُهَا زُفَّتْ، وَلَا صَوْتَ، وَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا، وَتَكُوْنُ أَمَامَهُمْ اِمْرَأَةٌ تُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهَا تُسَمَّى (الْمُرَحِّبَةُ)، تَقُوْلُ: (أَهْلًا وَسَهْلًا بِابْنَةِ الْكِرَامِ وَمُبِيْدُ الْأَقْرَان)، وَمِثْلُ هَذَا الثَّنَاءِ الْجَمِيْلِ. وَلَمْ يَزَالُوا بَهَا كَذَلِكَ حَتَّى يُوَصِّلُوْهَا بَيْتَ الزَّوْجِ، فُيُوْلِمُ الزَّوْجُ وَلِيْمَةً لِأُولُئكَ القَادِمينَ، وَيَضَعَ (الهُرْد) في طَعَامِه؛ وَهُوَ (الْجِذْعُ) حَتَّى يَصِيْرَ الطَّعَامُ أَصْفُرَ. وتُمَنَعُ مِنْهُ الزَّوْجُ تِلْكَ الّليلَةِ، وَيُسَلِّمُونَهَا لَهُ فِي الَليلَةِ الْمُقْبِلَةِ، وَلَا يَزَالُون كَذلِكَ إِلَى سَبْعِ لَيَالٍ؛ يَوْمٌ لَهُ وَيَوْمٌ لَهُمْ. وَسَنَذْكُرُ بَقِيَّةَ عَوَايِدَهُمْ فِيْمَا بَعْدُ)].
****
المفارقات بين الأعراف والعوائد
- يقول الشيخ عيسى الطائيّ: [(ذِكْرُ عَوَائِدَ أَهْلِ ظِفَارِ وَمَلَابِسِهِمْ). أَمَّا عَوَائِدُهُمْ فَهِيَ مُخَالِفَةٌ لِعَوَائِدِنَا، وَيُوْشِكُ أَنْ تَكُوْنَ فِي كُلِّ شَيءٍ؛ مِنْ ذَلِكَ أَمْرُ الزَّوَاجِ)].
-[(عَوَائِدُهُمْ فَهِيَ مُخَالِفَةٌ لِعَوَائِدِنَا)]؛ و"العوائد المستمرة ضربان: أحدهما: العوائد الشرعيّة التي أقرَّها الدليل الشرعيّ أو نفاها. والضرب الثاني: هي العوائد الجارية بين الخلق بما ليس في نفيه ولا إثباته دليلٌ شرعيّ"(01)، ولأن الشيخ عيسى الطائيّ مُسْتَمْكِنٌ من اللغة عارفٌ بشِعابها معرفةً مقرونةً بعلم (الفقه وأصوله) وقع اختياره على لفظة (العوائد، ومفرها: عادة) فاستعملها عِوضًا عن لفظة (العُرْف، وجمعها: أعراف)؛ ولِكَونِ (العادة) مأخوذة من "(المعاودة)، فهي بمعاودتها مرة أخرى، وبتكرارها صارت معروفة مستقرة في النفوس" وإن كان الفقهاء يُفَرِّقون بين"(العادة) و(العُرْف) باستعمال العادة في (الأفعال) والعُرف في الأقوال"، و"باب العادة واسعٌ، يشمل كل مُتكرر من الأقوال والأفعال، أكان صادرًا عن الفرد أو الجماعة، وسواء أكان مصدره أمرًا طبيعيًا كحرارة الإقليم وبرودته اللتين نشأت عنهما (عادة إسراع البلوغ)؛ مثل (الزواج مُبْكِرًا وإبطاؤه)، وطبيعة الأرض التي تقتضي غلبة نوع من الأموال في ظَفار مثل (الماشية والأبقار) وصناعة أهله ظَفَار؛ مثل (البخور والعطور والنيلة)، وسواءً أكان مصدره العقل وتلقي الطباع له بالقبول وهو (العُرْف المتقدّم)، أو كان مصدره الأهواء والشهوات، أو كان مصدره حادثا خاصًا. وكل هذه الحالات شَهِدَت بها استعمالات الفقهاء، وبُنيتْ عليها الأحكامُ، ورعها المجتهدُ في الاستنباط، والمُفتي في الجواب عما يُعرض عليه من الأحداث، والقاضي عند الحُكم فيها فيما يُرْفَع إليه من الدَّعَاوَى"(02)
الزواج كموضوع سوسيولوجي
ولقد كانت نظرة الشيخ عيسى الطائي لعادات أهل ظفار وتقاليدهم في سائر مناحي حياتهم التي طالعها ووقف عليها عن قرب في رحلته كرجل دولة بصحبة السلطان تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيدي ليست انتقادية، أو استغرابية؛ بل رصدٌ لحالة مجتمعية، ونظرة فقهية تنويرية مُتقدمة، تؤكد على دور البيئة بجميع مكوناتها في بناء منظومة القيم والأعراف، ومن ثَمَّ إشارة منه إلى تنوّع واختلاف العوائد والتقاليد والأعراف من مكان لآخر داخل القُطر الواحد. وقد نظر علماء الاجتماع لهذا التباين وخاصةً في الزواج كموضوع سوسيولوجي، "خاضع لإنشاءات اجتماعية تُمليها ثقافة المجتمع. إذ يتضح أنّ الجندر كبناء اجتماعيّ ثقافي يشكل الهوية الذكوريّة والأنثويّة والعلاقات بينهما، ويعمل على تشكيل سيرورة الزواج من (الاختيار إلى الحياة اليوميّة المعاشة)؛ يكون عاملا أساسيا في تشكيل التمثلات الاجتماعية الخاصة باختيار شريك الحياة؛ فالتمثلات الاجتماعية الجندرية هي نوع من المعرفة المكتسبة من التنشئة الاجتماعية وخاضعة لإعادة إنتاج الأفراد"(03).
-[(وَيُوْشِكُ أَنْ تَكُوْنَ فِي كُلِّ شَيءٍ)]؛ (يُوْشِكُ) لفظ يدل على مقاربة زمن وقوع الفعل، واستعمله شيخنا الطائيُّ هنا، للدلالة على المفارقة والتنوّع في منظومة العادات والتقاليد المتوارثة بين أقاليم عُمان المتنوّعة جغرافيا، واختلاف العوائد الجارية عند (أهل ظفار)، عنها في (داخلية عُمان) و(مسقط). والفعل (يُوْشِكُ) شاهده اللغويّ نقرأه في بيت شعريّ عند مهلهل بن ربيعة التغلبيّ: [يَعِيْشُ الْمَرْءُ عِنْدَ بَنِي أَبِيْهِ/ وَيُوْشِكُ أَنْ يَصِيْرَ بِحَيْثُ صَارُوا(04)].
عوائد الزواج في ظَفَار
- يقول الشيخ عيسى الطائيّ: [(لأنّ َعقْدَ النِّكَاحِ عِنْدَهُم يُبْنَى عَلَى اِثْنَيْ عَشَرَ قِرْشًا وَنِصْفٍ مهْرًا، وغَيْرُ الْمَهْرِ أَثْوَابٌ تُعْطَى أَوْلِيَاءَ الْمَرْأَةِ، تَكَادُ تَكُوْنُ أَكْثَرَ مِنَ الْمَهْرِ)]
-[(النِّكَاحِ)] في هذا المصطلح لطيفة فقهية؛ فالقصد بـ(النِّكَاح) لُغةً (الخِطْبة)، و"قيل للتَّزَوِّجِ (نكاحٌ)؛ لأنه سبب للوطء المُبَاح"(05)، وقال الإمام الفيوميّ: النكاح مجازًا في العقد والوطء جميعًا"(06)، والنِّكاح اصطلاحًا عند الشافعيّ، وهو إمام مذهب أغلبِ أهل ظفار يتضمن "إباحة استمتاع كلٍّ من الزوجين بالآخر على الوجه المشروع"(07)، وهذه هي المرحلة الأولى من (أمر الزواج) حيث يتولَّى والد العريس أو وليُ أمره مشاورات الخِطْبة. بينما الذي يُقرِّر الموافقة النهائية أو الرفض القطعيّ والد الفتاة أو وليُ أمرها. ثُمَّ تأتي المرحلة الثانية في الزواج وتُسمّى في عُرف أهل ظفار بـ(الثُّبُوت)؛ أي: التثبُّت من الموافقة على التزويج، وتوافق الطرفين (العائلتين) على المُضي في خُطُوات الزواج التالية، ثمّ يذهب الخاطِبُ بصحبة بعض الوجهاء من قبيلته للتباحث في مقدار (المهر)، والذي يطلق عليه في العُرف الظَّفاريّ بـ(الجِهاز).
المهر 12,5 قرشًا
- [(النِّكَاحِ عَلَى اِثْنَيْ عَشَرَ قِرْشًا وَنِصْفٍ مهْرًا)] والمهر عند الشافعيّة، مذهب أغلبُ أهل ظفار: "ما وجب بعقد النكاح أو وطء أو تفويت بضع قهرًا". واختلف الفقهاء في حُكم المهر على "قولين؛ أمّا القول الأول – وهو ما عليه أغلب أهل ظفار لأنهم شوافع- فلجمهور الفقهاء الذين يرون: أنّ المهر ليس رُكنًا من أركان النِّكاح، ولا شرطًا من شروط صحته، بل هو أمرٌ ناشيءٌ ومترتب عن العقد يقتضيه وإن اتُّفِقَ على نفيه"(08)، وأمّا القول الآخر في المهر فهو لفقهاء المذهب المالكيّ فيرونه ركنا من أركان عقد النّكاح، ومعنى كونه رُكنا؛ أي إنّه لا يصحّ اشتراط إسقاطه، لا أنّه يُشترط تسميته عند العقد"(09).
القرش = دولار أو ريال نمساويّ
-[(القرش)] عملة "نقدية"، والمقصود به (الريال النمساويّ)، ومشهور بين أهل الاختصاص باسم (دولار Maria Theresa)؛ وقد شاع استخدامه بين أهل عُمان باسم (القرش الفرنسيّ)، وظلَّ القرش متداولا عالميًا في سائر المعاملات التجارية حتى بعد وفاة الملكة تيريزا في 1780م بـ 200 عام، وساد التعاطي بـ(القرش الفرنسي= الريال النمساويّ) في منطقة الخليج واليمن قديمًا في معاملات البيع والشراء، ويبلغ وزنه 28 جرامًا من الفِضّة ودرجة نقاوته 0.883 بل كان هو "العملة البارزة والشائعة على نطاق عالميّ، والتي ستخدمت في تجارة الشرق بوجه عام وعُمان بوجه خاص"(10).
القيلاب ومهر العروس في ظَفار
ومهر العروس (الآجل) موَّحد لدى جميع أهل ظَفَار، وقيمته (12,5 قرشًا = 12,5 دولارًا أو ريالًا نمساويًّا)، ويُقرّه الزوج أمام (المأذون/العاقد) كحق لـ(زوجه) في ذِمته يدفعه لها متى حدث بينهما الطلاق. أمّا المهر (العاجل) المدفوع للأب فيُصرف في شراء بعض الاحتياجات الأخرى من الذهب والبخور؛ وفي العصر الحديث يدفع العريس (المهر النقديّ العاجل) إضافةً إلى الحُلي الذهبية والفضيّة اللازمة للعروس وهي: [المرتعشة، وساعة ذهبيّة، وقلب ذهبيّ، وعدد 6 بناجري، وقرطان (شلاشل)، بالإضافة إلى المستلزمات الأخرى مثل الملابس وأدوات التجميل وغيرها، ثم يتقدَّم بعد الموافقة على الخِطبة بمبلغ معين كرمز للقبول بين الأسرتين، وإسقاطه لاحقًا من القيمة الإجمالية للمهر العاجل، ويتعيّن عليه دفع بقية المهر عند عقد القِران"(11) وقد ذكر (برترام توماس) أثناء رحلته إلى ظفار ما يؤكد على تنوّع مقدار (المهر) بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية لكل حالة، فقال: "ذات يوم سألت (مستهيل) أحد المرافقين لي من أهل (القرا) عن صداق ابنته عندما زَوَّجَها؟ فقال: إنها حصلت على 4 بقرات، وإنها كانت تستحق أكثر من هذا، غير أنّ ابن عمها لم يكن لديه أكثر من ذلك، ولهذا وافقت على زواجها.. وإنّ أغلى صداق للزوجة لا يزيد عن 20 بقرة، أي ما يعادل 200 ريال، وأقل صداق لا يزيد عن بقرة واحدة (أي ما يعادل 10 ريالات)، وتسمى هذه المرحلة من الزواج في تراث أهل ظفار بـ(القيلاب)"(12)
المنانة والحق أغلى من المهر
وجرت العادة في أسبوع (الثُّبوت) والذي يُحدَّد فيه المهر أن يقوم العريس بتقديم بعض الهدايا، وتسمّى في أعرافهم بـ(المنانة) وقد ذكرها الشيخ عيسى الطائي في قوله: [(وغَيْرُ الْمَهْرِ أَثْوَابٍ تُعْطَى أَوْلِيَاءَ الْمَرْأَةِ، تَكَادُ تَكُوْنُ أَكْثَرَ مِنَ الْمَهْرِ)]؛ ومن هذه الهدايا (قديمًا) مجموعة من (الثياب النسائية) و(الرجالية) و(الصبايغ) و(السبوعية) و(الرادي) و(المصرات) و(الوزارات) و(الشالات) [للرجال]، وثياب النساء اقتصرت على (الثوب الظَّفَاريّ العادي) و(اللواسي = أغطية الرأس) إلى جانب ذلك يقدم العريس نصف بقرة ونصف كيس أرز. وجملة تلك الأغراض 200 ريال نمساويّ أو أقل. أمّا حديثًا فبعد تحديد المهر يقوم أهل العروس بتسجيل وكتابة كل الأغراض المطلوبة في ورقة وإعطائها للعريس، وقد يصل عدد القطع المطلوبة 20 أو 30 قطعة قماش ثقيلة أو ما دون ذلك. وفيما يخص العروس يتم تحديد (الحق) الخاص بها وقد يكون عبارة عن 10 ثياب خفيفة وكذلك (اللواسي) وخمسة ثياب ثقيلة، وثوب خاص يخيطه العريس على نفقته الخاصة ويهديه للعروس، أمّا عدد القطع المطلوبة فتوزّع على أهل العروس من خالات وعمّات وقريبات"(13)
اشتراط الولي في عقد النكاح
- يقول الشيخ عيسى الطائيّ: [(فَإِذَا أَرَادَ الزَّوْجُ الْعَقْدَ أَحْضَرَهُ الْوَلِيُّ فِي بَيْتِهِ، وَأَوْلَمَ الْوَلِيُّ وَلِيْمَةً عَلَى قَدْرِ سِعَةِ حَالِهِ، فَيُمْسِكُ الْعَاقِدُ يَدَ الْمُتَزَوِجِ مَعَ يَدِ الْوَلِيِّ وَيُجْرِي الْعَقْدَ عَلَيْهِمَا)].
-[(أَحْضَرَهُ الْوَلِيُّ فِي بَيْتِهِ)]، إشارة من الشيخ عيسى الطائيّ إلى قضية فقهية حول (اشتراط الولي في عقد النكاح) وقد وجب الاعتداد بها. وهذا القول على مذهب الشافعية والإباضية وجمهور الفقهاء، وعليه ثُلة من الصحابة المقربين الأخيار، ولم يخالفه التابعون، وقد ثَبُتَ أنّه (إجماع)؛ "فالولي شرط في نكاحها لايصح العقد إلا به وليس لها أن تنفرد بالعقد على نفسها، وإن أذن لها وليُّها، سواء أكانت صغيرة أو كبيرة، شريفة أو دنيّة، بِكْرًا أو ثَيِّبًا. وبه قال من الصحابة عمر، وعلي، وابن عباس، وابن عمر، وعائشة - رضي الله عنهم- ومن التابعين: الحسن، وسعيد بن المسِّيب، وعمر بن عبد العزيز، وشريح، والنخعيّ. ومن الفقهاء: الأوزاعيّ، والثوريّ، وابن أبي ليلى، وأحمد، وإسحاق. ورُوِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كُلُّ نِكَاحٍ لَمْ يَحضرْه أربعةٌ فهو سِفَاح: الزوجُ والوليُّ وشَاهدان. ولأنه إجماع الصحابة، وقول من ذكرنا من الرواة الثمانية، وهو مروي عن عمر وعلي -رضي الله عنهما- أما عليٌّ فرَوَى عن الشَّعبي، أنه قال: لم يكن في الصحابة أشدُّ في النكاح بغير ولي من علي بن أبي طالب، وأمَّا عمر فرُوِيَ عنه أنه قال: لاتُنْكح المرأة إلا بإذنِ وليها، أو ذِي الرأي من أهلها، أو السُّلطان. وفيه تأويلان: أحدهما: إلا بإذن وليها إن كان واحدًا، أو ذي الرأي من أهلها إن كانوا جماعة، أو السلطان إن لم يكن لها ولي. والثاني: بإذن وليها إن كان لها ولي، فإن لم يكن لها ولي زَوَّجَهَا السلطانُ بمشورة ذِي الرأي من أهلها وذَوي أرحامِها، فهذا قول من ذكرنا من الصحابة، وليس في التابعين مُخالِفٌ له فثبت أنه إجماع"(14).
- [(وَأَوْلَمَ الْوَلِيُّ وَلِيْمَةً عَلَى قَدْرِ سِعَةِ حَالِهِ)]. قال الماوردي: وأما الوليمة، فهي إصلاح الطعام واستدعاء الناس لأجله، واسم الوليمة مشتق من (الوَلْم)، وهو الاجتماع؛ على وليمة العرس؛ لاجتماع الزوجين فيها، وهي واجبة عند الشافعيّ حيث قال:(ولا أُرَخِّصُ في تركها، ومن تركها لم يبن لي أنه عاص، كما يبين لي في وليمة العرس؛ لأني لا أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الوليمة على عرس، ولا أعلمه أولم على غيره، وأولم على صفيّة - رضي الله عنها- في سفر بسويق وتمر، وقال لعبد الرحمن: أَوْلِمْ ولو بشاة"(15).
صيغة عقد النكاح إيجاب وقبول
- [(فَيُمْسِكُ الْعَاقِدُ يَدَ الْمُتَزَوِجِ مَعَ يَدِ الْوَلِيِّ وَيُجْرِي الْعَقْدَ عَلَيْهِمَا)] وهنا إشارة من الشيخ عيسى الطائي إلى صيغة عقد النكاح على مذهب الإمام الشافعيّ: ومعنى الصيغة (الإيجاب والقبول)؛ أي "الإيجاب من وليّ العروس، كقوله: زَوَّجْتُكَ، أو: أَنْكَحْتُكَ ابنتي. والقبول من الزوج كقوله: تَزَوَّجْتُ ابْنَتكَ، أو نَكَحْتُ ابنتَكَ، ويَصِحّ تقدّمُ لفظِ الزَّوجِ على لفظِ الوَليّ، لأن التقدُّمَ والتَّأخرَ سواء في إفادةِ المقصود. ويُشترط في صيغة عقد الزواج (أن تكون بلفظ التزويج، أو الإنكاح)، وما يُشْتَقُ منهما؛ كـ(زَوَّجْتُكَ وأَنْكَحْتُكَ، وقَبِلْتُ تَزْوِيْجَها، أو قَبِلْتُ نِكَاحَهَا. أيْ التصريح بلفظ الزواج، أو النِّكاح في الإيجاب وفي القبول، و(أن يتصل الإيجاب من الولي بالقبول من الزوج)، و(بقاء أهلية العاقدين إلى أن يتمّ القبول. أيْ الخلو من الجنون والإغماء أثناء العقد)، و(أن تكون الصيغة مُنجزة: فلا تصح إضافة عقد الزواج إلى المستقبل، ولا تعليقه على شروط، و(أن تكون الصيغة مطلقة: فلا يصحُّ توقيتُ النكاح بمدة معلومة)"(16)
التغفان والاحتجاب للعروس
- يقول الشيخ عيسى الطائيّ: [(وَإِذَا تَمَّ الْعَقْدُ أُخِذَتِ الْمَرْأَةُ، وَحُبِسَتْ فِي الْبَيْتِ وَيُطْعِمُوْنَهَا أَحْسَنَ الطَّعَامِ حَتَّى تَسْمَنَ، وَتَظْهَرُ بِهَا الْقُوَّةُ وَالنَّشَاطِ، وَيُطْلُونَ جِسْمَهَا بِـ(النِّيْلةِ) وَ(الصَّبْرِ)؛ لَأَنَّهُمْ يَزْعُمُوْنَ أَنّهُ يُنَقِّي الْبَشْرَةُ، وَمَتَى حَصَلَتْ بِهَا الْقُوَّةُ وَرَقّتْ بَشْرَتُهَا)].
-[(حُبِسَتْ فِي الْبَيْتِ)]؛ القصدُ فيه (المنعُ والإمساك) والاحتجاب عن الناس، ومعلوم أن الحبس له أربعة معانِ لُغةً وشَرْعًا، وهي (المنع، والإمساك، والوقف، والسجن)، وفي لفظ (حُبِسَتْ) إشارة من الشيخ عيسى الطائي إلى عادة ظَفَارية متأصلة تسمّى (التغفان)؛ وهو "اليوم الذي تُغفنُ العروس فيه وتُحْتَجَبُ عن الرؤية؛ أي: لا يُسمَحُ لها بالخروج من بيت أهلها إطلاقًا حتى يوم الزفاف. ويأتي (التغفان) بعد أسبوع واحد من (الثبوت)"(17)
تجميل العروس بالصَّبر والنيلة
- [(وَيُطْلُونَ جِسْمَهَا بِـ(النِّيْلةِ) وَ(الصَّبْرِ)؛ لَأَنَّهُمْ يَزْعُمُوْنَ أَنّهُ يُنَقِّي الْبَشْرَةُ)]"وكان من جملة أدوات التجميل المحليّة القديمة: (الصبر، والكركم، والرنج، والنيلة). وكان يُخلط ضمن هذه المواد (مُخَيخ الغَنم)؛ لتلميع الجسم، وكذلك يُستخدم الكحل والتعريم على الحاجبين وغيرها من أنواع الزينات المحليّة التي لا تترك أي آثار ضارة على البشرة والجسم"(18).وفي فوائد (نبتة الصَّبْر) وَرَدَ حديثان، من طريق رواية أَبي دَاوُدَ فِي كِتَابِ ( الْمَرَاسِيلِ)؛ أمّا الحديث الأول: فهو حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ رَافِعٍ الْقَيْسِيّ أَنّ رَسُولَ اللّهِ – صلى الله عليه وسلم - قَالَ: مَاذَا فِي الْأَمَرّيْنِ مِنْ الشّفَاءِ؟ الصّبْرُ، وَالثّفّاءُ. وأما الحديث الثاني فهو فِي "السُّنَنِ" لِأَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ أُمّ سَلَمَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيّ رَسُولُ اللّهِ – صلى الله عليه وسلم- حِينَ تُوُفّيَ أَبُو سَلَمَةَ، وَقَدْ جَعَلْتُ عَلِيّ صَبِرًا، فَقَالَ: مَاذَا يَا أُمّ سَلَمَةَ؟ فَقُلْت: إنّمَا هُوَ صَبْرٌ يَا رَسُولَ اللّهِ، لَيْسَ فِيهِ طَيّبٌ، قَالَ: إنّهُ يَشُبّ الْوَجْهَ، فَلَا تَجْعَلِيهِ إلّا بِاللّيْلِ، وَنَهَى عَنْهُ بِالنّهَارِ"(19).
التخويد يوم زفاف العروس
ويوم الزفاف عند أهل ظفار يُسمّى بـ(التخويد) وهو من (التخريد)، ويبدو أنّ في الاستعمال اليوميّ للكلمة حدث (إبدال) بين الراء والواو؛ والإبدال: إقامةُ حَرْفٍ مَقَامَ حَرْفٍ آخرَ في الكلمة"(20)، "مثل: (رِفَلّ = رِفَنّ)، و(الأَيّم = الأَيْن)، و(مَرْتُ = مَرْدُ الخبز في الماء) و(هَرَت=هَرَدَ) الثوب إذا خرقه"(21) إذن هي ليست (التخويد)، والصواب (التخريد)، و"الخَرِيدَة والخَرِيد والخَرُود من النساء: البِكْر التي لم تُمْسَسْ قَطُ، وقِيل: هي الحَيِيّة طويلة السكوت، خافضة الصوت، الخَفِرة المتسترة قد جاوزت الإِعْصار ولم تَعنَس"(22)
موكب الزفاف صامتٌ في ظَفَار
- يقول الشيخ عيسى الطائيّ: [(زُفَّتْ، وَلَا صَوْتَ، وَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا، وَتَكُوْنُ أَمَامَهُمْ اِمْرَأَةٌ تُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهَا تُسَمَّى (الْمُرَحِّبَةُ)، تَقُوْلُ: (أَهْلًا وَسَهْلًا بِابْنَةِ الْكِرَامِ وَمُبِيْدُ الْأَقْرَان)، وَمِثْلُ هَذَا الثَّنَاءِ الْجَمِيْلِ. وَلَمْ يَزَالُوا بَهَا كَذَلِكَ حَتَّى يُوَصِّلُوْهَا بَيْتَ الزَّوْجِ)].
وتسمى هذه المرحلة من (أمر الزواج) في ظفار بمرحلة ”التحويل” وهي ليلة انتقال العروس من بيت أهلها إلى بيت زوجها، وتُزَفُّ العروس – في مَحْمَلٍ - إلى منزل زوجها في وقتٍ متأخرٍ من الليل، - وينطلق الموكب صامتًا ويتهادى بطيئا في الساعة الثانية عشرة ليلا- و"غالبًا ما تأتي (العروس) سيرًا على الأقدام إذا كان المنزل قريبًا، تحفُّها النساء من كل جانب، وعليها ساتر محمول من الأطراف يُخفيها عن الأنظار، ويسير الموكب بحركة بطيئة جدًا، وعندما يأتي المحمل إلى بيت العريس تكون هناك مجموعة أخرى من النساء في استقبال العروس بينهم سيدة (مُقَدَّمَة) [(تُسَمَّى (الْمُرَحِّبَةُ)]، تجيد فن الكلام والترحيب بالعروس وتُعَدِّد صِفاتِها وصفاتِ أهلها بالمدح والثناء، وتُرَغُّبُ العروس بالدار، وحُسْن الإقامة والاستقرار، كما تُعدِّدُ صفاتِ أُسْرتها الجديدة، وتدعو لها بطيب الإقامة والصحة والعافية، وزيادة المال والعيال"(23) وجرت العادة أن تُقيم أمُّ العروس مع ابنتها في بيتِ العريس لمدة سبعة ليالٍبعدها تعود بعدها مُحملة بالهدايا من العريس.
"الزوج" لفظ على الرجل والمرأة
- يقول الشيخ عيسى الطائيّ: [(فُيُوْلِمُ الزَّوْجُ وَلِيْمَةً لِأُولُئكَ القَادِمينَ، وَيَضَعَ (الهُرْد) في طَعَامِه؛ وَهُوَ (الْجِذعُ) حَتَّى يَصِيْرَ الطَّعَامُ أَصْفُرَ)].
-[(فُيُوْلِمُ الزَّوْجُ وَلِيْمَةً لِأُولُئكَ القَادِمينَ)] لقد تَقَدّمَ ذِكْرُ (الوليمة) فِقْهًا ولُغةً في بيت العروس، أمّا في هذا الموضع فهي تُقامُ في بيت (الزوج) إكرامًا (لِأُولُئكَ القَادِمينَ) مِن أهل العروس، ومَن جاء بصحبتهم في موكبِ زفافها. وتطلق لفظة (الزَّوج) في لغة القرآن والعربية القِحَّة على (الرجل والمرأة)، ولا تلحقها تاء التأنيث ومعنى الزَّوْجُ في لُغة العرب "الفَرْدُ الذي له قَرِينٌ كما قال ابن سِيدة وغيرُه؛ ومنه يُقال للرّجلِ والمرأةِ: الزّوجَانِ؛ لاقترانِهما بآصِرَة الزّواج. وكلُّ واحدٍ منهما يُسمَّى زوجًا. وممّا يشهد بأنّ الزّوجَ يقع على الفرد المُزاوِج لصاحبه، قولُه تعالى: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ}[سورة الأنعام، الآيتان:، 144143"(24)"فدلّ التّفصيلُ على أنّ معنى الثّمانية الأزواج أي الأفراد"(25)
الهُرْد قرين القبولي الظَفَاريّ
- يقول الشيخ عيسى الطائيّ: -[(وَيَضَعَ (الهُرْد) في طَعَامِه؛ وَهُوَ(الْجِذعُ) حَتَّى يَصِيْرَ الطَّعَامُ أَصْفُرَ)]، و(الهُرْد):(الكُركُم)، أو(الْوَرْس)، وهو نبات من الفصيلة الزنجبيلية أحادي الفَلْقَة. والمشهور منه بين علماء النبات وأرباب الطبّ التقليديّ ثمانون نوعًا حول العالم وأهمها (الكركم الطويل= Curcumalonga)، وهو الشائع بين بهارات الطبخ والعلاجات. ويُفضِّل الظَّفَاريون (جِذعُ نبتة الكركم)، ولا يستعملون منه المُجفف المطحون؛ لأن (الْجِذعُ) الطازج عظيم الفائدة ويستحيل على (الغش)، أو اختلاطه بمكونات أخرى. وأجمع أكثر من شاهد عيان بأنّ طَعَام وليمة العرس الظَّفَاري، يُسمى (القَبُولي) ويُطبخ من الأرز مضافًا إليها مرق اللحم الناضج مع (الجَوْزُ واللَّوزُ والبُندُقُ والزبيب ونحوها) ويؤكل مع (الشتني= الفلفل والباذنجان والبصل والثوم والهيل المخلوط مع عصير الطماطم).
احتفالات الزواج سبْعُ ليالٍ
- يقول الشيخ عيسى الطائيّ: [(وتُمَنَعُ مِنْهُ الزَّوْجُ تِلْكَ الّليلَةِ، وَيُسَلِّمُونَهَا لَهُ فِي الَليلَةِ الْمُقْبِلَةِ، وَلَا يَزَالُون كَذلِكَ إِلَى سَبْعِ لَيَالٍ؛ يَوْمٌ لَهُ وَيَوْمٌ لَهُمْ. وَسَنَذْكُرُ بَقِيَّةَ عَوَايِدَهُمْ فِيْمَا بَعْدُ)]. وعلى أرجح الأقوال فإنّ سبب المنع كونُ العروس عند وصولها إلى بيت زوجها، تُعدُّ في أعرافهم هي وأهلها ومن رافقوها ضيوفًا، وسبب المنع أيضًا فُرصة حتى تستألف عُشّها الجديد، وتُؤْلَفَ بين أهل زوجها، وتندمج في أُسرتها الجديدة؛ فضلا عن أنّ هذه الليلة تُعدّ أولى ليالي الاحتفالات الكبرى بالزواج، والتي تمتد طوال سبع ليالٍ كاملة، وينشغل فيها العريس وأهله بتقديم واجب الضيافة للمُهنئين والقادمين، كما جرى العُرف أن تُقام "حفلات منفصلة للنساء والرجال، وتكون عادة الدعوة لهذه الاحتفالات عامة لعدة ليالٍ متواصلة"(26)، ويشارك الرجال في (الهبوت)، وهو فن يعتمد على عدد كبير من المشاركين (مئات)، والذين يقفون في صفوف متتابعة، ويتقدم الصفوف الأولى كبار السن والوجهاء، ويقوم شاعر القبيلة بتعليم القصيدة من المكان المحدد، ويختار (الهبوت) لحن أسهل من بين ألحان (الزوامل) المتعددة، ويعتمد على مجموعة من العناصر مثل اللفظ والمعنى واللحن، ويتخللها (هبوت العسير) أثناء السير حيث يصطف مجموعة من الشباب في آخر الصف ويستخدمون الإيقاعات السريعة مع حركة الأرجل"(27)بينما تتجمع النساء في مكان آخر مخصص لهن وتتوسطهن عقيدة (رئيسة الفرقة)، ويغنين بأغنية تناسب احتفال العرس، ويكون معها مجموعة أخرى يُرددن مقطع أغنية (الطبل)، أو (الدفُّ) بإيقاعات خاصة، وتقوم الراقصات كل اثنتين مع بعضهم في دورة واحدة يؤدين الرقص بخطوات ثابتة وبقامات منتصبة، وهنّ بأحلى ثياب الزينة والحلي، وتمسك الراقصة بطرف الرداء الذي يعلو الرأس وتتحرك القديمين على نغمات الطبل"(28) ومن نماذج أغنيات فن الطبل الظَّفاري أغنية للشاعر (سالم الكثيريّ) وغناء الفنان (مدين مسلم) وهو لحن تراثي مَحليّ في ظفار وتقول كلماتها: [(هذي الثريا جمال الكون/ يارب تحفظ وتحميها) (هذي الثريا جمال الكون/ يازين ظاهر بكل العيون) (مفتون خلقك نعم مفتون/هذي وصائف معانيها) (زانت وبانت بين الحضور/ أمواج رشت وكل البخور) (والعود شارك بـأحلى العطور/ والناس غنت لياليها) (أنتي الاميره وكل الجمال/أنتي المعاني وروح الدلال) (سبحان زانك رب الكمال/يارب من العين تنجيها) (الكل زغرد على شانك/مايل والعب كذا فنك) (والحسن باين نعم منك/أجمل معاني نغنيها) (يالله ع الخد ورمش العين/ ومحلى وصائف لتاج الزين) (ياسين عليها نعم ياسين/كنز الجزيره أسميها) (هذي الثريا جمال الكون/ يازين ظاهر بكل العيون) (مفتون خلقك نعم مفتون/هذي وصائف معانيها).
***
يُتْبع....
المراجع والمصادر:
([01]) الموافقات، أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الشاطبي (ت ٧٩٠ هـ)، تحقيق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، ط1، ج2، 1997م، ص:488
([02]) العُرْف والعادة في رأي الفقهاء.. نظرية في التشريع الإسلاميّ، أحمد فهمي أبو سِنّة، مطبعة الأزهر، 1947م، ص ص: 10، 11
([03]) سوسيولوجيا الزواج والجندر: من الاختيار إلى الحياة، ميلودي فتيحة، د. غربي عبد الإله راضية، مجلة دراسات إنسانية واجتماعية، جامعة وهران، 02/مج11 ع03، 16/06/2022م، ص: 447).
([04]) ديوان المهلهل، تحقيق: أنطوان محسن القوال، دار الجيل، بيروت، لبنان، ط1، 1995م، ص: 30
([05]) معجم ابن فارس: 5/475، مادة (نكح)
([06]) أسنى المطالب: 2376
([07]) الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعيّ، مصطفى الخن وآخرون، ج4، دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، 1992م، ص: 11
([08]) تحفة الفقهاء: 2/135، المغني: 10/98، كفاية الأخيار للحصني: (ص492)، كشّاف القناع: 7/2486.
([09]) مواهب الجليل: (3/419)، حاشية الدسوقيّ على الشرح الكبير:(2/294)، الخراشي علي خليل: 3/172
([10]) انظر: Wood "The Coinage of Musct and Oman" No3, 131، نقود مسك النحاسية في القرن الـ 13هـ/19م، أحمد محمد يوسف عبدالقادر، مجلة مركز الدراسات البردية (BCPS)، كلية الآثار، جامعة عين شمس، المجلد 39، سنة 2022م، ص ص: 705، 706
([11]) العادات العمانية، ص: 139
([12]) البلاد السعيدة، برترام توماس، ترجمة: محمد أمين عبد الله، وزارة التراث القومي والثقافة، سلطنة عمان، ص ص:135، 136
([13]) العادات العمانية، سعود العنسي، ط1، وزارة التراث القومي والثقافة، 1991م، ص: 142
([14]) الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي، أبو الحسن الماورديّ، فصل اشتراط الولي، ج9، ص: 39
([15]) الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي، ج9، باب الوليمة والنثر ص: 555
([16]) الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعيّ، ص ص: 55 - 58
([17]) العادات العمانية، سعود العنسي، ص: 143
([18]) الأعراف والعادات الاجتماعية والثقافية في ظفار، سعيد المعشني، مطابع ظفار الوطنية، صلالة 2003م، ص: 59
([19]) العادات العمانية، سعود العنسي، ص: 143
([20]) الأعراف والعادات الاجتماعية والثقافية في ظفار، سعيد المعشني، مطابع ظفار الوطنية، صلالة 2003م، ص: 59
([21]) زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن القيّم الجوزيّة، ضبط نصوصه: الأخوان شعيب وعبدالقادر الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، ط1، بيروت، لبنان، 2009م، ص: 715، مراسيل أبوداود:2350، النَّسَائيّ (6/204) وسنده ضعيف.
([22]) حاشية الصبان على شرح الأشموني (4/391) لمحمد بن علي الصبان تحقيق: طه عبد الرءوف سعد، المكتبة التوفيقية، بدون، والفلسفة اللغوية، ص60
([21]) المزهر (1/460)
([22]) لسان العرب، ج3، مادة (خرد)
([23]) الأعراف والعادات الاجتماعية والثقافية في ظفار، ص: 60
([24]) الأدب الصّغير والأدب الكبير، ص52 - 53
([25]) أساس البلاغة، ص197 ع2
([26]) العادات العمانية، سعود العنسي، ص: 115
([27])الأعراف والعادات الاجتماعية والثقافية في ظفار، ص: 228
([28]) المرجع نفسه، ص: 234