"ما يشوتوا.. لازم يشوتوا"!

 

أحمد السلماني

 

في أحد الحوارات بعد الخسارة من كوريا الجنوبية مع طفل يرتدي فانيلة المنتخب ويتحدث ببراءة وحرقة حين قال بنبرة بريئة وعفوية: "ما يشوتو، لازم يشوتو"، كلمات بسيطة، لكنها لخصت بشكل عميق أزمة الهجوم في منتخبنا خلال الفترة الماضية والذي كان يفتقد الفاعلية، وهو ما جعل كثيرين يتساءلون عن أسباب ضعف الأداء التهديفي للمنتخب، خاصة في المباريات المُهمة.

لم يكن من الصعب على الجمهور العُماني ملاحظة هذه المشكلة، التي أضحت مصدر قلق جماهيري كبير، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها المدرب السابق، إلا أن الفاعلية الهجومية لم تكن بالمستوى المطلوب، مما أدى إلى نتائج غير مرضية. لكن كل هذا تغيّر بشكل جذري عندما تسلّم المدرب الوطني رشيد جابر قيادة المنتخب.

المدرب الوطني يصنع الفارق

عندما أُعلن عن تعيين المدرب الوطني على رأس الجهاز الفني للمنتخب العُماني، تفاءل الكثيرون بعودة روح الفريق، مستندين إلى خبرة المدرب ومعرفته العميقة باللاعبين والكرة العُمانية، وفي أول اختبار وأمام المنتخب الكويتي، قدّم الأحمر أداءً هجوميًا لافتًا وأظهر شراسة هجومية كانت مفقودة لسنوات، فضلاً عن عودة اللعب بالسهل الممتنع ومتعة الأداء وإرهاق المنافس لكسر إرادته ومعنوياته ومن ثم الإجهاز عليه، وهو ما تحقق في مباراة الكويت.

رباعية عذراء على الكويت في مباراة مفصلية كانت بمثابة إعلان رسمي عن عودة القوة الهجومية للمنتخب، الأهداف الأربعة جاءت كتأكيد على أن المنتخب يمتلك الإمكانيات والمواهب، لكنها فقط كانت بحاجة للتوجيه المناسب والثقة، عبدالرحمن المشيفري نموذجًا.

الهجوم السلاح الأبرز

بالعودة إلى تعليق الطفل البسيط "ما يشوتو، لازم يشوتو"، يمكن القول إنَّ هذه العبارة تحوّلت إلى شعار غير رسمي للمرحلة الجديدة للمنتخب، فقد أكّد المدرب الوطني في تصريحاته عقب المباراة أن التركيز على اللعب الهجومي الفعَّال سيكون أساسيًا في المرحلة القادمة، وأن الفوز الكبير على الكويت هو بداية الطريق لتحقيق مزيد من الانتصارات في التصفيات.

المستقبل والتحدي الأكبر

مع هذا الأداء المتميز، يأمل الجمهور العُماني أن يستمر المنتخب في نهجه الهجومي في باقي مباريات التصفيات، الفوز برباعية نظيفة على منتخب الكويت ليس سوى خطوة أولى، وعلينا قلب الصفحة ونسيانها، فالتحديات الأكبر لا تزال قادمة، المنتخبات الآسيوية القوية تنتظر، والآمال الكبيرة معلّقة على تحقيق حلم التأهل لكأس العالم.

يجب أن يظل هذا النهج الهجومي عنوانًا للمرحلة المقبلة، وعلى اللاعبين أن يواصلوا "الشوت" بجرأة وثقة، كما قال هذا الشبل الصغير ففي كرة القدم، والذي بدا سعيدا جدا بعد مباراة الكويت، الهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع، وإذا استمر المنتخب في اللعب بهذه الروح، فإنَّ الطريق إلى المونديال قد يكون أقرب مما يتوقعه البعض.

وفي النهاية، تظل كلمات الطفل العفوية محفورة في أذهان الجماهير: "ما يشوتو، لازم يشوتو"، نعم، الهجوم هو الحل، وبه يُمكن لمنتخبنا أن يحقق الحلم المنتظر، بُرعم صغير فنّد المُعضلة، ذلك يعني، "اشتغلوا صح ولا تستغفلوا الجماهير"!