انتهاك سيادة الدول

دائمًا ما تبرهن ما يُطلق عليها الدول العظمى على أنها تنحاز إلى ما يحقق مصالحها فقط حتى ولو خالف القوانين الدولية وقرارات المنظمات الأممية، وقد ظهر ذلك جليًا في العدوان الغاشم على قطاع غزة وما تبعه من عدوان على لبنان واليمن والتعدي على سيادة إيران باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

ووفقًا لهذه السياسة، نجد هذه الدول التي تدّعي الحرية والديمقراطية والدفاع عن الحقوق الإنسانية، أنها تندد بأي رد فعل للدفاع عن النفس إذا كان ضد إسرائيل، لكنها لا تُندد بالمذابح التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني واللبناني واليمني على مدار عام كامل، وكأنَّ هذه الدول عميت أبصارها وصمت آذانها.

والأدهى من ذلك، أنَّ هذه الدول إذا رأت خطرًا حقيقيًا يُهدد الكيان الإسرائيلي، فإنها تُهدد الدولة التي تمثل هذا الخطر من خلال الحرب الدعائية لشيطنتها وكأنها الخطر الأعظم على هذا الكوكب، وهو ما حصل مع العراق بادعاء امتلاك أسلحة نووية، فدخلت أمريكا وبريطانيا ودمرت العراق واستباحت دماء أهله.

إنَّ الوقت الحالي أيضًا يشهد تكرار نفس الأمر؛ إذ تُحاول دول عظمى اللعب على نفس الوتر من خلال التصريحات الأخيرة بأنَّ إيران تقترب من إنتاج قنبلة نووية "خلال أسبوع"، وكأنَّ التصريحات في هذا التوقيت الحرج ضوءٌ أخضر لإسرائيل لضرب المنشآت النووية في إيران أو تكوين تحالف دولي لضرب إيران.

تعليق عبر الفيس بوك