حاتم الطائي
◄ إسرائيل سرطان خبيث يُهدد الشرق الأوسط بأكمله
◄ حسن نصر الله كان مصدر رُعب لدولة الاحتلال طيلة 3 عقود
◄ جريمة الاغتيال اعتداء صارخ على السيادة اللبنانية
أضحى التخلص من الطاعون الصهيوني مسؤولية إنسانية عالمية، بعدما تكشّف للجميع أنَّ هذا السرطان الخبيث المُسمّى بـ"إسرائيل" لا ينخر في عظم فلسطين أو لبنان أو سوريا وحسب؛ بل إنَّ هدفه المنطقة والعالم بأسره، فهذا الشيطان الصهيوني يمارس الإبادة الجماعية للشعوب ويغتال القيادات، ويُفجِّر المدن والبلدات، ويُنفِّذ أبشع الجرائم الإنسانية، على مرأى ومسمع من دول العالم، التي لم تحرك ساكنًا، باستثناء دعوات مُضحكة تتحدث عن "ضبط النفس" و"ضمان عدم اتساع نطاق الصراع" و"تفادي الحرب الشاملة"!!
أمعنت دولة الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها الهمجي الغاشم، فبعد أن قضت على كامل قطاع غزة، وشردت أهله الذين يزيد عددهم على مليوني إنسان، ودمّرت البنية التحتية للقطاع، ووأدت أمل الشعب الفلسطيني في العيش بأمان وكرامة وعزة نفس، حوّلت فوهات مدافعها صوب لبنان، وأطلقت ما يزيد عن 3500 قنبلة دكّت بها بلدات وأحياء، وسوّت أبنية بالأرض، وتسببت في استشهاد ما يزيد عن 1600 لبناني من المدنيين، نساءً وأطفالًا ورجالًا، لا جريرة لهم سوى أنهم الحاضنة الشعبية الأصيلة التي تدعم المقاومة الباسلة في جنوب لبنان.
تمادت إسرائيل في بربريتها وشطحت بأفكارها الشيطانية، باغتيال الزعيم التاريخي لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، ذلك الرجل الذي ظل طيلة 32 عامًا الرجل الذي يبث الرعب في نفس كل صهيوني، فقد استطاع نصر الله أن يُعزز من القدرات العسكرية للمُقاومة في لبنان، بدعم ومساندة من الشرفاء. نجح نصر الله في أن يزلزل الأرض من تحت أقدام الصهاينة، مع ترسيخ قواعد اشتباك تستند إلى قوة الردع، التي تمكّن حزب الله من إرسائها طيلة العقود الماضية، وبات من يحتك بالحزب والمقاومة في لبنان كمن يُلقي بنفسه في نار جهنم، سيكتوي حتمًا بهليبها الحارق.
ومنذ انطلاق معركة الكرامة، طوفان الأقصى، في السابع من أكتوبر الماضي، لم يتوانَ حزب الله عن تقديم كل ما يستطيع من دعم ومؤازرة للمقاومة في فلسطين، وواصل على مدى عامٍ، قصف مستوطنات الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة، بمختلف أنواع القذائف والمديات، كما نفذ عمليات نوعية، سواء كانت استخباراتية مثل: الهدهد، أو عملياتية تكتيكية مثل استهداف وحدات الاستخبارات ومقر الموساد الإسرائيلي. كل هذه الشواهد وغيرها مما لا يتسع ذكرها، تؤكد أنَّ حزب الله الذي يقود المقاومة اللبنانية ظل يُدافع عن القضية الفلسطينية ويدعمها بكل ما يستطيع، حتى دفع السيد حسن نصر الله وكبار قيادات الحزب حياتهم ثمنًا لمواقفهم البطولية والشجاعة.
ومن المُؤسف أنَّ رئيس وزراء الكيان الغاصب وقع الأمر العسكري بتنفيذ العدوان على مقر القيادة المركزية لحزب الله، أثناء تواجده في أكبر محفل دبلوماسي، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المُتحدة، ما يؤكد زيف الادعاءات الصهيونية الكاذبة التي تتحدث عن الالتزام بالقانون الدولي، فهل من المعقول أن يُتخذ قرار بقصف منطقة سكنية مليئة بالمدنيين من قلب هذه المنظمة الدولية؟ أيُ مُفارقة هذه؟ وأي استهزاء صهيوني بالقوانين والأعراف الدولية نشهده في هذا العالم الذي عادت تحكمه شريعة الغاب، وكأننا عُدنا بالزمن إلى حقب ما قبل التاريخ!!
لقد مثّلت عملية الاغتيال الإسرائيلية الآثمة لزعيم حزب الله، جريمة اعتداء صارخ على السيادة اللبنانية، وقتل مع سبق الإصرار والتعمُّد، وجريمة حرب لا تُغتفر، لكن لا عجب أنَّ دولة العدوان والاحتلال هي التي نفذت هذه الجريمة الشنيعة؛ ليتأكد للعالم أجمع أنَّ هذا الكيان الإجرامي لا يصلح أبدًا ليكون دولة في أي بقعة في العالم؛ بل إنه كيان لعصابة إجرامية تُمارس أبشع الجرائم على الهواء مباشرة، وترتكب الفظاعات، غير مكترثة بالمآلات.
ما يشهده الشرق الأوسط في الوقت الراهن لا يُبشر بأي خير على الإطلاق، ما دام الكيان الغاصب يُعربد ويعيث في الأرض فسادًا وإفسادًا، وما دامت الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل الدعم والتسليح، فلن تنعم منطقتنا بأي سلام، ولن تُقام دولة فلسطين مهما أجرينا من مباحثات ومفاوضات، لأنَّ العلة الأساسية والمعضلة الرئيسية لم تُحل.
ولا ريب أنَّ الحل يتمثل في تقديم دولة الاحتلال الإسرائيلي للمحاسبة، ومُعاقبتها على جميع الجرائم التي ارتكبتها بحق الإنسانية أولًا، وبحق الشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة العربية التي تجرعت الكثير من الآلام، بسبب وجود هذا السرطان الخبيث وذلك الطاعون القاتل.
ويبقى القول.. إنَّنا على يقين بأنَّ النصر حليف المُستضعفين، وأنه مهما طال ليل الظلم ستُشرق شمس العدالة يومًا ما، وإن طال انتظار ذلك اليوم، وعلينا بالإيمان بأنَّ النصر والتمكين لن يحدث إلّا بالتضحيات الغالية، وبذل النفيس، واحتساب الأجر، وعلى قوى المُقاومة في كل ربوع الأراضي المحتلة، أن تواصل نضالها وكفاحها من أجل استعادة الأرض وطرد المُحتل الغاصب، وإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس الشريف.