الرؤية- غرفة الأخبار

بعد مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله، غداة قصف إسرائيلي عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت، استهدفت مقر القيادة المركزي للجماعة، طفا على السطح اسم هاشم صفي الدين أحد قيادات الصف الثاني في حزب الله، وابن خالة الأمين العام، باعتباره خليفته المحتمل، حال تأكُّد اغتيال نصر الله.

وإذا ما تأكدت تقارير اغتيال نصر الله، سيكون هاشم صفي الدين المرشح الأبرز لخلافة الأمين العام صاحب الكاريزما الخاصة، الذي لطالما ظل ندًا عنيدًا لدولة الاحتلال طيلة 3 عقود ونيف.

وما يُعزز من احتمالات تولي هاشم صفي الدين رئاسة الحزب، أنه صهر قاسم سليماني القائد الراحل لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

ومن المفارقات القدرية، أن صفي الدين يُشبه نصر الله من حيث الشكل، كما إنه الأقرب إلى طريقته في الحديث. وحرص "حزب الله" على إعداد صفي الدين لمنصب قيادي منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، وتدرب في بداياته على يد القيادي الراحل في حزب الله عماد مُغنية.

وتقول مصادر إعلامية إن صفي الدين كان بمثابة "الظل" لنصر الله، ويُعتبر على نطاق واسع أنه الرجل الثاني داخل الجماعة اللبنانية. وعلى مدى ثلاثين عامًا، تولى صفي الدين ما وُصِفت بأنها "الملفات الحسَّاسة"، خاصة فيما يتعلق بإدارة أموال واستثمارات الحزب داخليًا وخارجيًا، بينما عكف نصر الله على إدارة الملفات الاستراتيجية.

وهاشم صفي الدين، مدرج أيضًا على كما يسمى "قائمة الإرهاب الأمريكية" منذ عام 2017، بجانب كبار مسؤولى الحزب الذين تربطهم علاقات وثيقة مع الفصيل العسكري بالحزب.

لكنَّ مراقبين يُشيرون إلى أن أبرز ما يُميِّز هاشم صفي الدين ويؤهله لقيادة الحزب، علاقته "الممتازة" مع النظام في إيران؛ حيث تلقى تعليمه الديني في مدينة قم الإيرانية. وزوَّج ابنه رضا إلى زينب بنت القائد الإيراني الراحل قاسم سليماني.

وبحسب معلومات متوافرة، فإن هاشم إن صفي الدين وُلِد في عام 1964، ببلدة دير قانون النهر في مدينة صور جنوب لبنان.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت اغتيال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله في هجوم على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدف مقر القيادة المركزي للجماعة أمس الجمعة.

ولم تصدر الجماعة حتى لحظة كتابة التقرير، أي بيان حول مصير نصر الله، الذي يقود حزب الله منذ 32 عامًا.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان عبر منصة إكس إن الجيش "قضى على... حسن نصر الله، زعيم منظمة حزب الله...".

وذكر الجيش الإسرائيلي في منشور على إكس اليوم "حسن نصر الله لن يكون قادرا على إرهاب العالم"، حسب وصفه.

وشنت إسرائيل موجة جديدة من الغارات الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى من لبنان اليوم السبت، بعد يوم من تنفيذ الهجوم الضخم على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وسمع شهود من رويترز أكثر من 20 ضربة جوية قبل فجر اليوم السبت وعددا آخر بعد شروق الشمس. وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد في سماء الضاحية الجنوبية التي تسيطر عليها جماعة حزب الله.

وفر آلاف السكان من الضاحية منذ وقوع الهجوم أمس الجمعة وتجمعوا في الساحات والمتنزهات والأرصفة في وسط بيروت والمناطق المطلة على البحر.

وقال الجيش الإسرائيلي إن صاروخا أُطلق على وسط إسرائيل اليوم سقط في منطقة مفتوحة، وقال في وقت مبكر من اليوم إن نحو 10 مقذوفات أُطلقت من لبنان على مناطق في إسرائيل وإنه اعترض "بعضا منها".

كما أعلن الجيش الإسرائيلي قصف أهداف تابعة لجماعة حزب الله في سهل البقاع، وهي منطقة في شرق لبنان على الحدود مع سوريا استهدفها الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الماضية.

واستمرت الضربات الإسرائيلية بشكل لم يسبق له مثيل على مدى خمس ساعات صباح اليوم في أعقاب هجوم أمس الجمعة، وهو الأقوى الذي تشنه إسرائيل على بيروت خلال الأعمال القتالية مع حزب الله المستمرة بالتوازي مع حرب غزة لما يقرب من عام.

ويفاقم التصعيد الأحدث المخاوف من أن يخرج الصراع عن السيطرة ليشمل إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله، وكذلك الولايات المتحدة.