رسالة إلى رشيد جابر

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

أخي وعزيزي المُدرب القدير وصاحب الإنجازات المُشهود لها رشيد جابر.. إنَّ الشعب العُماني من مُحافظة ظفار إلى محافظة مسندم ينظر إليك بأمل لتغيير الواقع الذي يركن إليه المنتخب العُماني، المنتخب الذي قدَّم إداء باهتاً وغير متوقع ولا يليق بسمعة البلد ولا يرقى إلى تطلعات وطموحات الشارع العُماني الذي يمني النفس باستغلال هذه الفرصة للصعود إلى نهائيات كأس العالم، وهو حلم طالما راودنا في مناسبات أخرى ولعلَّ هذه المناسبة أفضلها.

إننا كشعب عُماني لا نحملك كل المسؤولية في حالة الفشل فمما لا شك فيه أن الكرة أصبحت صناعة ولها منظومة متكاملة وعمل إداري وفني، ولكن بما أنك رضيت بتحمل هذه المسؤولية وفي هذا الوقت بالذات، فعليك أن تكون صارماً في اتخاذ القرارات التي تُعيد المنتخب إلى جادة الصواب والطريق الصحيح، فلا مجال للمجاملات والتحزبات والاستماع لشخص غير متخصص ولا فني حتى لو كان من الاتحاد العُماني لكرة القدم ولا النظر إلى لاعبي نادٍ مُعين بأنَّهم الأفضل فقط ولا للاعب بعينه بأنَّه الأفضل وهو يُقدم أداءً سيئاً، بل عليك النظر وبجدية وحزم ومسؤولية إلى تقديم مُنتخب نفتخر ونُفاخر به بين المنتخبات الخليجية والعربية والعالمية، وهذا ليس بغريب عليك فقد استطعت بناء منتخب عُماني قوي في الأعوام الماضية، أعتمد عليه المدرب ماتشالا ومن جاء بعده ليُحققوا الإنجازات، وليضعوا منتخب عُمان من ضمن المنتخبات التي يحسب لها حساب، فلا غرابة بأن أطلق على لاعبي الأحمر "سامبا الخليج"، وكان نتاج ذلك المنافسة على كأس الخليج في الدورة 17 و18 والحصول على كأس الخليج في الدورة 19 التي شهدت فرحتها في أرض الملعب كصحفي ومُشجع.

اللاعب العُماني موهوب ولديه الفنيات والتكتيك والمهارة التي تحتاجها كرة القدم، وفي الجانب الآخر الدولة لم تُقصر معه في توفير البيئة المناسبة من معسكرات تدريبية وتوفير مباريات ودية واستعداد مسبق لخوض هذه التصفيات حيث تمت تهيئة كل الأجواء حتى يُبدع في المستطيل الأخضر، وتتبقى أمور فنية ونفسية عليك كمدرب تعزيزها واكتشافها والعمل على استغلالها، فخلال المباريات السابقة لم نرَ شخصية اللاعب العُماني ولا الهوية التي تعودنا عليها، ولم نرَ ذلك القتال الحقيقي على الكرة والالتحام القوي الذي يجعلنا كجمهور نشعر بأنَّ اللاعبين يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، فالمهمة ليست سهلة ولا بسيطة كما يعتقد البعض، فكل لاعب يلعب في أرض الملعب هو جندي يدافع عن بلده (عُمان) وعليه مسؤولية كبيرة، فعندما يحقق اللاعبون والمدرب والجهاز الفني والإداري النتائج المرجوة نحتفل بهم ونكيل عليهم الثناء والعطايا والهدايا، ولكن في حالة الإخفاق والهزيمة لا تتم مُعاقبة ومُحاسبة أحد؛ بل تطوى الصفحة وتفتح صفحة جديدة وهذا ما يجعلنا نفشل في كل مرة.

عليك يا عزيزي (رشيد جابر) تنظيم المنظومة والتركيز على العوامل النفسية، ولا مانع من وجود طبيب نفسي أو أكثر مع المنتخب، فأغلب اللاعبين هواة ويتأثرون بالنقد وتكون نفسياتهم في وضع صعب، والجمهور لما يغضب فهو من غيرة وحب لهذا الوطن العزيز، ومع هذا أدعو الجمهور العُماني إلى منح المدرب الوطني واللاعبين الفرصة للظهور بشكل إيجابي، وعلى الغيورين من أبناء هذا الوطن الوقوف بحرص مع المنتخب في المباريات القادمة، و"فالنا الفوز" بحول الله.

ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.

الأكثر قراءة