عُمان.. منصة إعلامية دولية

 

د. خالد بن علي الخوالدي

في أجواء ساحرة، وفي جوهرة عروس بحر العرب كما وصفها نزار قباني، عشنا أيامًا جميلة ورائعة خلال استضافة جمعية الصحفيين العُمانية لمنتدى الصحفي العُماني. لم يكن هذا الحدث محليًا فحسب، بل كان دوليًا بارزًا جمع أكثر من 200 صحفي وإعلامي من مختلف أنحاء العالم يمثلون 23 دولة بجانب أعضاء جمعية الصحفيين العُمانية، وكان المنتدى فرصة استثنائية لتبادل المعرفة والخبرات وتعزيز الروابط بين الممارسين الإعلاميين على الصعيدين المحلي والإقليمي والدولي.

ركَّز المنتدى بشكل واضح وجلي على أن تكون الجلسات الحوارية متوافقة ومتناسقة مع التطورات الإعلامية والاتصالية. وكان التركيز الرئيس على كيفية التكيف مع التحولات الرقمية التي تؤثر بشكل متزايد على الطريقة التي يتم بها جمع وتوزيع المعلومات، مع اهتمام كبير بكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة العمل الصحفي والإعلامي. كما لم يغفل القائمون على المنتدى الدور الملموس والمؤثر الذي تمارسه وسائل التواصل الاجتماعي في كافة الجوانب، بجانب التركيز على دور وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في الترويج السياحي لمحافظة ظفار كوجهة سياحية عُمانية وعربية استثنائية، مع الأخذ في الاعتبار أن القطاع السياحي هو قطاع واعد وداعم لعدد من القطاعات التجارية والاقتصادية الأخرى.

لم يقتصر المنتدى على تقديم الورش والاجتماعات والجلسات الحوارية؛ بل شمل أيضًا فعاليات اجتماعية وثقافية هامة وجولات سياحية لاستكشاف جمال محافظة ظفار، بما في ذلك زيارة المعالم التاريخية والطبيعية التي تجسد التراث العُماني الغني. فقد كان هناك العديد من الضيوف الذين لم يسبق لهم زيارة سلطنة عُمان، ومحافظة ظفار خاصة في موسمها الفريد "الخريف". وتعد مثل هذه التجمعات فرصة للمشاركين للتعرف على الثقافة العُمانية بكل مكوناتها، كما أنها فرصة سانحة لتعريف شعوب العالم الأخرى بالهبة الربانية التي حباها المولى سبحانه وتعالى لهذا البلد العزيز.

ومما لا شك فيه أن المنتدى كان له الأثر البارز والمهم في تقوية الروابط بين الصحفيين والإعلاميين من مختلف البلدان، وعزز التعاون المهني من خلال تبادل الأفكار والخبرات في بيئة غير رسمية، كما شكل منصة فعالة لتبادل المعرفة وتعزيز التعاون بين الإعلاميين الدوليين، وإن هذا النجاح لم يكن ليتحقق دون التنظيم المتقن والجهود الكبيرة التي بذلها فريق العمل في جمعية الصحفيين العُمانية.

يمكننا القول إن المنتدى حقق الأهداف المرسومة له، وعزز لدى الحضور العديد من الأخلاقيات الصحفية والإعلامية التي ربما تجاوزتها بعض القنوات ومنصات التواصل الاجتماعي بهدف تحقيق السبق الصحفي أو الإثارة باستخدام كلمات وعبارات ومحتوى هابط لجذب المزيد من المتابعين والتعليقات والإعجابات، وهي سبل تتنافى مع الأخلاقيات التي يجب أن يتحلى بها كل إعلامي وكل ناشر محتوى.

لم يكن المنتدى مجرد تجمع للممارسين الإعلاميين، بل كان تجسيدًا لالتزام جمعية الصحفيين العُمانية بتعزيز مهنة الصحافة وتعميق العلاقات الدولية، ويعكس هذا الحدث قدرة الجمعية على استضافة فعاليات دولية بارزة تساهم في تطوير الإعلام وتعزيز التفاعل بين الصحفيين على مستوى عالمي.

وفي الختام، نُقدِّم خالص الشكر والتقدير لجمعية الصحفيين العُمانية على تنظيم هذا المنتدى الرائع، ونؤكد أن هذا النجاح الذي تحقق يعزز من مكانة عُمان كمركز عالمي للفعاليات الإعلامية ويعكس التزام الجمعية بتطوير مهنة الصحافة وتعزيز الروابط بين الإعلاميين على الصعيدين المحلي والدولي.