راشد بن حميد الراشدي
انقذوا شباب عُمان وفلذات كبدها من إحباط بدأ يتشكل وينتشر، ومن توقعات سلبية لما هو قادم، بعد صبر سنوات، بأمل الفرج القريب؛ إذ نخشى أن ندفع الثمن غاليًا.
لقد بدأ الإحباط يتسلل إلى أسر بأكملها، بعدما أنفقوا الكثير على أبنائهم كي يصيروا شبابًا مؤهلين لسوق العمل، ينتظرون الحصول على وظيفة يشقون بها طريقهم في الحياة، وتغنيهم عن السؤال، وتستقر بها أنفسهم في حياة كريمة بين أحضان وطنهم وأهليهم.
للأسف شهدت السنوات الماضية صدور قرارات لم تخدم أبدًا أبناء الوطن، بل فاقمت من سيطرة غير العُمانيين على أنشطة اقتصادية، تحت مسمى "الاستثمار الأجنبي"، وذلك بالتوازي مع ازدياد أعداد الباحثين عن عمل والمُسرّحين من أعمالهم، كل ذلك يحدث رغم الدعوات المتكررة والمطالب المتعددة التي تنادي بتوفير فرص العمل، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها كثيرون.
إننا في كل ما نطرحه نسعى لدق جرس إنذار على مستقبل شبابنا، المؤهلين للعمل في جميع المجالات، لا سيما وأنَّ هناك أعدادًا كبيرة من المواطنين يواجهون أزمات مالية قاسية، ومنهم من تعرَّض للسجن بسبب المطالبات المالية من البنوك، فيما يأملون أن يعيشوا حياة كريمة.
يُراقب شباب عُمان الأكفاء المشهد من بعيد، وقد أصابتهم حسرات ضياع أعمارهم في انتظار الوظيفة التي تعينهم على المضي قدمًا نحو سعادتهم وطمأنينة أنفسهم وكفالة عائلاتهم. نعم نعلم أنَّ الوطن مرَّ بأزمات وسنين عجاف، وكان الكل يأمل في انفراجتها عامًا بعد آخر، ورغم أننا عبرنا المرحلة الحرجة وبدأنا مرحلة الفوائض المالية، لكن الأوضاع لم تتغير.
اليوم قبل أن ندفع الثمن غاليًا أناشد كل مسؤول غيور على أبناء هذا الوطن الغالي وصلاحهم، أن يضع الشباب نصب عينيه، وأن يسعى بكل جهده من أجل وضع حلول جذرية وسريعة لتوظيف الشباب، ترجمة لمستهدفات رؤية "عُمان 2040" الطموحة.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وأدام عليهم السكينة والاستقرار، وفك كربة الآلاف من أبنائنا الباحثين والمُسرّحين، وكلنا أمل بأن الخير قادم بإذن الله.