ناصر العموري
بعد إجازة طويلة ها هو العام الدراسي أوشك على البدء ووزارة التربية والتعليم أمامها ملفات دسمة تتعلق بقضايا تهم الطلبة منها ما تطرقنا إليه خلال العام الدراسي الفائت وما نعاود ذكره عبر هذا المقال للتذكير على أمل إيجاد الحلول، بما سوف ينعكس إيجابًا على مستوى أبنائنا الطلبة خلال العام الدراسي الحالي.
الحقيبة المدرسية: طالعنا منشوراً خلال الأسبوع المنصرم صدر عن وزارة التربية والتعليم وهو منشور جميل في تصميمه ومحتواه، ولكن ماذا عن الالتزام بتطبيقه خصوصًا لطلبة الحلقة الأولى؛ علما بأن الأسواق ضجت بالمتسوقين فور نزول الرواتب واشتراطات مواصفات حقيبة معينة بناءً على ما صدر، من شأنه أن يستغله بعض ضعاف النفوس في زيادة أسعار الحقائب والترويج لها على أنها هي النموذج المطلوب؟! وهنا يأتي دور الجهات الرقابية مثل هيئة حماية المستهلك. وما صدر من تخفيف الجداول الدراسية ونوعية الحقيبة المدرسية أراها حلولا مؤقته بعض الشيء ويا حبذا مستقبلًا لو تُستبدل الحقائب المدرسية بالأجهزة اللوحية لتحل محل الكتب الدراسية ودفاتر الواجبات، خاصة وأن أكثر أطفال هذا الجيل لهم معرفة باستخدامات التطبيقات الذكية.
الحافلات المدرسية: وهو موضوع قديم يتجدد كل عام دراسي، وما أقصده موضوع طراز الحافلات وتطبيق مبادئ الأمن والسلامة وكم من المآسي حصلت جراء ذلك دفعنا ثمنها أرواح الطلاب، وللأسف ما زلنا نرى حافلات متهالكة يقودها سائقون غير ملتزمين بقواعد السياقة الآمنة وغير حريصين على أرواح الطلبة. لذا ينبغي على وزارة التربية والتعليم أن تكون مسألة سلامة الطلاب في الحافلات المدرسية من أولوياتها وفي مقدمة الملفات التي يتيعن إيجاد حلول جذرية لها، وليس حلولًا مؤقتة كتلك التي نراها كل عام دراسي. والعديد من أولياء الأمور استأجروا وسائل نقل خاص لأبنائهم بعدما رأوا حال بعض الحافلات المدرسية الذي لا يسر ولا يطمئن إطلاقًا، وأعتقد أن الحوادث التي وقعت فيما مضى لا يتمنى أحد تكرارها بطبيعة الحال. ولهذا على الوزارة ان تقف وقفة جادة مع هذه المعضلة لإيجاد حل ناجع.
درب السلامة: وحتى لا نذهب بعيدًا عن موضوع الحافلات المدرسية مشروع "درب السلامة"، وهو مشروع جيد من جانب وزارة التربية والتعليم ومن شأنه أن يساعد في إضفاء معايير الأمن والسلامة للطلبة والرقابة على سائقي الحافلات، هذا فقط في حال جاز للمشروع التطبيق الأمثل مبكرًا منذ بداية العام الدراسي، من ناحية توزيع البطاقة المُمغنطة على الطلبة لكي يتيح كل ولي أمر متابعة أبنائه؛ ابتداءً من الصعود للحافلة المدرسية وحتى موعد العودة للمنزل، وذلك من خلال قنوات معينة وإعداد قوائم للحافلات المدرسية ومسارها وربط الطلاب بتلك الحافلات. كل هذا من شأنه أن يضفي نوعًا من التنظيم ويُعالج مشاكل الحافلات المدرسية ولو جزئيًا.
فلنرتقِ في مناهجنا: أعتقد أن بعض المناهج بحاجة إلى إعادة مراجعة في تدريسها للطلاب خصوصًا تلك المناهج التي تدرس للطلاب المرحلة الأساسية فنجد أنها مشحوة حشوًا تجعل الطالب صغير السن ينفر منها؟! ومن المفترض أن تكون مرحلة التعليم الأساسي مرحلة تلقين بأسلوب معرفي سهل ومرن محبب للنشء، لا أن تكون مشحوة بمعلومات كثيرة لا تناسب أبدًا وعقلية الطالب الذي يبدأ مشواره الدراسي. كما أتمنى تدريس الطلبة مادة عن السمت والعادات والتقاليد العمانية الأصيلة من مكارم الأخلاق وبر الوالدين وصلة الرحم ومساعدة المساكين والمحتاجين وكيفية التعامل مع الضيوف والترحيب بهم. لكن في هذا العصر الذي تراجع فيه دور السبلة العمانية إلّا في بعض المناطق وأصبح الأبناء- خصوصًا طلبة الصفوف من الخامس الى السابع- بحاجة لمثل هذه المواد، في ظل العولمة وتدفق الأفكار السلبية والشاذة، ويمكن إضافة هذه الموضوعات التي أراها في غاية الأهمية لتعزيز القيم لدى الطلاب إلى مادة المهارات الحياتية.
التغذية المدرسية: من قاعدة أن الجسم السليم يحتاج إلى أكل سليم، فإنني أتمنى ان تختار كل مدرسة ما يليق بصحة الطلاب مقرونة بأسعار معقولة عند التعاقد مع مُقدِّمي الأغذية المدرسية، وأن تكون النظافة هي معيار الاختيار الأول؛ فهناك حالات- وإن كانت قليلة- أصيبت بتسمم جراء تناولهم وجبات من مقصف المدرسة، تبيّن لاحقًا أن الوجبة المُباعة كانت بعيدة عن النظافة تمام البعد، ولذلك أصبح العديد من الطلبة يشترون وجباتهم التى ربما اغلبها غير صحي مسبقًا، ويتجاهلون المقصف المدرسي.
من هنا.. ولأن الصحة هي إكسير الحياة، فيجب الاهتمام بالمقاصف المدرسية والبعد عن الوجبات سريعة التعفن مثل السندوتشات والفطائر التي تحتوي على اللحوم والدواجن. ومن الضروري ان تكون هناك رقابة جادة على المقاصف من قبل لجنة التغذية بالمدرسة والمختصين في التغذية ومفتشي البلدية، حتى يستشعر مُقدِّم الخدمة أن هناك رقابة مستمرة لما يُقدِّم بما ينعكس إيجابًا على الأغذية المُقدَّمة وعلى صحة الطلبة ومستواهم الدراسي على حد سواء.