لقد اخطأت يا طالب!

 

سالم بن نجيم البادي

 

 

الفنان طالب البلوشي الذي عرفناه فنانًا مبدعًا ومتزنًا ويؤدي أدواره بتلقائية فريدة نفتقدها عند بعض زملائه من الفنانين في عُمان، ومعروف عن الفنان القدير انشغاله بقضايا الناس البسطاء في الوطن، ومقاطع الفيديو التي ينشرها في وسائل التواصل الاجتماعي شاهدة على ذلك.

لكنه أخطأ في قبوله التمثيل في فيلم "حياة الماعز"، وغلطة الشاطر بألف، ولست هنا بصدد الخوض في الجدال حول هل ما قام بتمثيله يحاكي الواقع أم أنه تضمن مبالغات بقصد الإبهار وجذب الجمهور. وهل توجد فيه إساءة بالغة للأشقاء في المملكة العربية السعودية، وهم أشقاؤنا وأهلنا وجيراننا وشركاؤنا في مجلس التعاون، وتوجد بيننا وبينهم وشائج القربى والنسب والعادات والتقاليد وقبل ذلك العروبة والإسلام.

ولا أعرف إن كان الفنان طالب، قد فكر مليًا قبل أن يوافق على التمثيل في هذا الفيلم وفي العواقب المترتبة على ذلك، وهل دار في خلده ردة فعل الإخوة في المملكة العربية السعودية، وهل علم أن الفيلم فيه إساءة لهم؟ وهل غضَّ الطرف عن كل ذلك وسعى وراء الشهرة والفرح بالتمثيل في فيلم عالمي، وربما الكسب المادي أغراه للدرجة التي أنسته التفكير في عواقب قيامه بالتمثيل في هذا الفيلم المُثير للجدل.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ماذا لو أنَّ الفيلم يتحدث عن عُمان أو يشير إليها ولو من طرفٍ خفي، كيف ستكون ردود فعلنا؟ ولماذا نقبل لغيرنا ما لا نقبله لأنفسنا؟

وإن أخطا فرد من أفراد الشعب العُماني فهو لا يمثل كل الشعب العُماني الذي لا يرضى بالإساءة ولا يرضاها لغيره من الشعوب.

نأمل من الأشقاء في المملكة العربية السعودية طي صفحة هذا الفيلم وأن لا تتسع ردود الفعل حتى لا يندس خلالها هواة الصيد في الماء العكر، بهدف تعكير صفو العلاقات الأخوية بين الشعبين العُماني والسعودي لا قدر الله، وكل الرجاء أن يتوقف هذا التراشق الإعلامي.

وللأشقاء في المملكة كل الحب والاحترام والتقدير، وسوف تبقى المحبة بينا قوية وراسخة إلى الأبد.