الانتماء الوطني.. فطرة بشرية

 

ناصر بن حمد العبري

 

الانتماء الوطني هو شعور فطري يتجذر في أعماق النفس البشرية، فهو يعكس ارتباط الفرد بوطنه وولاءه له، ومنذ بزوغ النهضة العُمانية عام 1970 بقيادة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، شهدت سلطنة عُمان تحولات جذرية في مختلف المجالات، مما عزز من شعور الانتماء والفخر بين أبناء الوطن.

لقد كان للنهضة العُمانية أثر كبير في تحسين مستوى المعيشة وتطوير البنية التحتية، حيث تم إنشاء المدارس والمستشفيات والطرق الحديثة، مما ساهم في رفع مستوى التعليم والصحة. كما إن الاهتمام بالثقافة والتراث العُماني الأصيل كان له دور كبير في تعزيز الهوية الوطنية؛ حيث تم تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية التي تعكس غنى وتنوع التراث العُماني.

ومع تولي مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- استمرت مسيرة التطوير والتجديد، حيث أطلق جلالته العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الرخاء للشعب العُماني. ورؤية "عُمان 2040" تعكس الطموحات الكبيرة للمستقبل، وتؤكد على أهمية العمل الجماعي والتعاون بين جميع فئات المجتمع لتحقيق الأهداف المنشودة.

إنَّ الانتماء الوطني لا يقتصر فقط على الشعور بالفخر؛ بل يتطلب أيضًا الالتزام بالعمل من أجل الوطن. فكل فرد في المجتمع له دور مهم في بناء الوطن، سواء كان ذلك من خلال العمل في مجاله أو من خلال المشاركة في الأنشطة التطوعية التي تهدف إلى خدمة المُجتمع. إنَّ روح التعاون والتضامن بين أبناء الوطن تعكس قيم العطاء والإخلاص، وهي من أهم مقومات النجاح في أي مجتمع.

الانتماء الوطني يتطلب منَّا جميعًا المحافظة على المكتسبات التي حققتها سلطنة عُمان، والعمل على تعزيزها؛ فالوطن هو الأمان والهوية، وهو المكان الذي نعيش فيه ونسعى جميعًا إلى تطويره وتحسينه. لذا، يجب علينا أن نكون حريصين على نشر الوعي الوطني بين الأجيال القادمة، وتعليمهم أهمية الانتماء والولاء للوطن.

في الختام.. إنَّ الانتماء الوطني فطرة إنسانية تتجلى في حب الوطن والعمل من أجل رفعته. ومن خلال التكاتف والتعاون، يمكننا جميعًا أن نساهم في بناء مستقبل مشرق لعُمان، مُستقبل يليق بتاريخها العريق وطموحات أبنائها.. لنستمر في العمل بجد وإخلاص، ولنجعل من سلطنة عُمان نموذجًا يحتذى به في التنمية والازدهار.