بناء الوطن.. مسؤولية جماعية ووعي مستدام

 

 

سالم بن سعيد الكلباني

إنَّ بناء الأوطان هو أمر مُقدَّس وواجب وطني يتطلَّب تضافر الجهود من جميع أفراد المجتمع. ويعتبر رأس المال البشري حجر الزاوية في هذا البناء؛ حيث يلعب دورًا حيويًّا في تشكيل الوعي الذاتي للأفراد وحمايتهم من الأفكار والسلوكيات الخاطئة. في ظل العهد الميمون والنهضة المتجددة بقيادة مولانا جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- تولي المؤسسات الحكومية اهتمامًا كبيرًا بتطوير هذا الجانب، إدراكًا منها لأهمية الإنسان في عملية البناء والتنمية.

وفي عصر المعلومات والتكنولوجيا، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي سلاحًا ذا حدين. فمن جهة، تتيح للأفراد التعبير عن آرائهم ومشاركة أفكارهم، ومن جهة أخرى، تُسهم في نشر الشائعات والأخبار غير الموثوقة. هذه الظاهرة تشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن الاجتماعي؛ حيث يمكن أن تثير القلق والخوف بين أفراد المجتمع. لذا، فمن الضروري أن نكون واعين للمسؤولية الملقاة على عاتقنا في التعامل مع المعلومات، وأن نتحلى بالوعي النقدي في استهلاك الأخبار.

تتطلب عملية بناء الوطن أيضًا تعزيز القيم الأصيلة والهوية الوطنية. فكل فرد في المجتمع له دور في الحفاظ على سمعة الوطن، من خلال تصرفاته وأفكاره. يجب أن نكون حذرين فيما ننقله من معلومات، وأن نتحقق من مصادرها قبل مشاركتها. فهناك جهات رسمية هي الأقدر على تقديم الأخبار الدقيقة والموثوقة، ويجب أن نوليها الثقة في هذا السياق.

إنَّ بناء الوطن ليس مجرد شعارات تُرفع، بل هو عمل يومي يتطلب التزامًا من الجميع. يجب أن نعمل معًا على تعزيز الوعي المجتمعي، وتثقيف الأفراد حول أهمية المعلومات الصحيحة، وكيفية التمييز بين الأخبار الحقيقية والشائعات. فكلما زاد وعي الأفراد، زادت قدرتهم على المساهمة في بناء وطنهم وحمايته من التحديات.

وفي الختام، إنَّ بناء الوطن هو مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود والوعي المستدام؛ فلنكن جميعًا حراسًا لسمعة وطننا، ولنسهم في نشر القيم الأصيلة التي تعكس هويتنا وثقافتنا؛ فالوطن يحتاج إلى كل فرد من أبنائه ليكون قويًّا ومتماسكًا، ولنبنِ معًا مستقبلًا مشرقًا للأجيال القادمة.

تعليق عبر الفيس بوك