طفلك.. أمانتك

 

 

رفيا عبود *

طفلك صديقك.. عبارة تتردَّد على شفاه الكثيرين، فكلُّ طفلٍ يخرج إلى الحياة هو مشروع استثماري لدى كلِّ عائلة، قد تكون الكلمة غريبة بعض الشيء إلا أنَّ العمل منذ الساعات الأولى ما بعد الولادة يبدأ من قبل الوالدين، فالأطفال زينة هذه الدنيا وهم ثمارٌ يتشوق إليها بعد كل زواج، والهم الأول ينشأ عند الأهل هو صحة الطفل، وتأمين كل الرعاية والاهتمام له بما يساعده على النمو نموًّا صحيًّا في جسده وعقله، ومن ثمَّ يتحول الاهتمام إلى بناء شخصيته واندماجه مع أقرانه سواء أقاربه أو مدرسته، وقد تحدُث بعض المشكلات التي تعترض أو تؤثر على هذا الطفل. وهنا يجب أن يكون الوعي في التصدي لهذه الأزمات العارضة والتأقلم معها وفي كل الأحوال تتكون لدى الوالدين نظرة واحدة تجاه أطفالهم كي يتغلبوا على كافة الصعاب.

أن يتعاملوا بنمط الصداقة الحقيقية فيما بينهم وأن يتجاوزوا موضوع العمر حتى يكونوا قريبين إليهم ويدخلوا إلى عالمهم.

هل تستطيع أن تجعل من طفلك صديقا لك، أم ستراقبه ليخلق أصدقاء خياليين يسدون الفراغ الذي يعيش فيه؟

الكثير من الدراسات لخَّصت أن الأطفال الذين يخلقون أصدقاء خياليين يكونون أكثر إبداعا من نظرائهم.  إلا أنّه مع كل هذه النتائج الإيجابية، من الصعب معرفة ما إذا كان الأصدقاء المختلَقون هم من يكسبون الأطفال تلك القدرة على الإبداع، أم أن الأطفال الذين يتميزون بكونهم أكثر إبداعا ووعيا اجتماعيا يكونون أكثر ميلا لاختلاق مثل هؤلاء الأصدقاء.

ومع هذه الدراسة، نستطيع أن نؤكِّد أنَّ اللعب مع الأصدقاء الخياليين يعزز مع الوقت قدرات الأطفال الاجتماعية، حتى لو كان أساس هذه القدرات جيدا من البداية. وممكن أن يحدث توازن في عقلية الطفل بين ما يبدعه من خياله وما يقدمه الأهل من تواصل وهنا يخلق منه حالة صحية وعقلية تساعده كثيراً في بناء شخصيته.

* كاتبة سورية

تعليق عبر الفيس بوك