23 يوليو.. مولد أمة

 

‏راشد بن حميد الراشدي *

الثالث والعشرين من يوليو المجيد هو مولد عُمان ونهضتها الحديثة الشامخة، هو مولد كل عماني عايش الماضي والحاضر السعيد، هو مولد وطن من وسط ظلام دامس إلى نور سطع وعم ضياؤه عُمان من أقصاها إلى أقصها.

هكذا كانت عُمان، وهكذا أصبحت، ففجر النهضة المباركة الذي انبثق نوره في الثالث والعشرين من شهر يوليو المجيد من عام 1970م  بقيادة باني عُمان ومؤسس نهضتها جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- جعل من سلطنة عُمان أنموذجا في البناء والعطاء والمنجزات التي تحققت على مدى أربعة وخمسين عاما مع العهد المتجدِّد لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- الذي واصل المسيرة الشامخة لوطن حقق المعجزات في زمن قصير اسوة بدول العالم من حولنا.

اليوم.. نستذكرُ تلك الشوامخ من المنجزات التي حولت الوطن إلى مرابع الدول المتقدمة في جميع المجالات التي ينشدها الإنسان، ولعل من أهم هذه المنجزات تحقق الأمن والأمان والسلام ومحبة الأمم، والتي مدت عُمان يدها للجميع في الخارج والداخل ليبنى الوطن وفق ثوابت وقواعد ثابتة وراسخة أسست لدولة عصرية يشار إليها بالبنان.

ومع تحقيق العدل والمساواة وبناء الدولة العصرية تحقَّقت المنجزات في التنمية في مختلف قطاعاتها من التعليم إلى الصحة إلى الطرق إلى الكهرباء والماء إلى النقل والاتصالات إلى أجهزة الأمن إلى الكثير من المجالات التي تحتاجها الدولة العصرية متكاملة الأركان.

فمنذ الثالث والعشرين من شهر يوليو من سبعينيات القرن الماضي، سعى جلالة السلطان الراحل لنقل عُمان من حقبة مظلمة لا تتمتع بمقومات الحياة الحديثة التي تعيشها الأمم إلى دولة عصرية تتمتع بكل مقومات الحياة النابضة والبنية التحتية المتكاملة، والتي عمت السهل والجبل والمدينة والقرية والصحراء والجزر، وشملت الوطن من أقصى محافظات الشمال في مسندم، إلى أقصى محافظات الجنوب في ظفار، وقد اكتمل البناء وتحققت المنجزات، ولا يزال البناء قائما مع نهضة عُمان المتجددة وفي جميع المجالات التي تخدم الوطن والمواطن.

الثالث والعشرين من يوليو هو علامة فارقة للوطن الغالي، والذي لن تنسى الأجيال هذا اليوم الذي تحولت فيه سلطنة عمان إلى دولة يُشار إليها بالبنان بعد شتات لأبنائها في الخارج وحياة متعبة لمن في الداخل، فقد شمر الجميع عن سواعد الجد والاجتهاد أبناء عُمان مع سلطانً سهر الليالي، وجاب السهل والجبل والقفار من أجل وطنه، ومن أجل حياة كريمة يعيش نجاحاتها اليوم أبناء الوطن، فذلك اليوم هو يوم ميلاد العزة والمجد لعمان وشعبها الغالي العزيز.

أيام مباركة نحتفي بذكراها ونحن نعيش في عصر ذهبي يمر على الوطن بخيراتً وفضائل يجب أن يشكر الإنسان المؤمن فيها خالقه على نعمائه العظيمة وحياته الكريمة، والتي يجب أن يحافظ عليها ببذل المزيد من الجهد والعطاء، وكذلك الانتباه إلى كل حسود يريد شرًّا بهذا الوطن وأهله؛ فالمحافظة عليه هي مسؤولية الجميع صغيرنا وكبيرنا من أجل وطنً آمن مزدهر، فلنرتقِ بالوطن إلى أرقى مراتب الفضائل في هذا اليوم السعيد، ولنستجمع كل أفكارنا وإمكانياتنا من أجل نهضته واستقراره، وكل عام وعُمان وسلطانها وشعبها بخير وعافية وأمجاد عظيمة شامخة.

* إعلامي وعضو جمعية الصحفيين العمانية

 

الأكثر قراءة