علي بن بدر البوسعيدي
لا ريب أنَّ الأمن مطلبٌ إنساني أساسي لا مناص عن توفره حتى يعيش المجتمع حياة هانئة؛ لذا قرن الله تعالى بينه وبين واحد من أهم أساسيات الحياة؛ حين قال تعالى في محكم تنزيله: "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ"، وكأنه جلَّ وعلا يجعله من متطلبات تحقق العبادة الحقة لله وحده دون غيره. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا".. كل هذا يدل على أهمية توفر الأمن والطمأنينة في حياة المجتمعات والشعوب.
ولقد عُرفت عمان على مدى تاريخها الممتد بأنها بلد الأمن والأمان، ويكفي شاهدًا على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم لعامله الذي أرسله" "لو أنَّ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيْتَ ما سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ"، وشهادات كل من عاشوا على أرض عمان من مواطنين ووافدين ممن تمتعوا بالأمن فيها ولا يزالون يتمتعون بالأمن والسلم في بلادنا الحبيبة التي لطالما عُرف عن أهلها السمت العماني الذي لا يميل إلى العنف ومخالفة القوانين.
ومهما حدث من أحداث عابرة كتلك التي وقعت في الوادي الكبير، فإنَّ عمان ستبقى أرضاً للأمن والسلام، بفضل التفاف المواطنين حول قيادتهم وتكاتفهم وحدة واحدة ووقوفهم في وجه مثل هذه الأحداث المؤسفة. ولا شك أن منطقة الوادي الكبير تعتبر من المناطق المكتظة بالورش والمحلات التي تشهد تكدسا واضحاً بالعمالة الوافدة، وقد يكون بعضهم مخالفين لقوانين الإقامة في السلطنة أو هاربين من كفلائهم أو قادمين للسلطنة بطرق غير شرعية ودون مستندات رسمية؛ لذا على الجهات المسؤولة تنظيم حملات للتحقق من إقاماتهم، كما أقترح أن يتم نقل هذه الورش الصناعية إلى مكان آخر واضح للعيان.
ولا ننسى في الختام أن نوجِّه رسائل الشكر لشرطة عمان السلطانية التي تعاملت مع الحادثة بشكل احترافي وأنهت الأمر في زمن وجيز، وارتقى منها شهيد نسأل الله له الرحمة والمغفرة. ونؤكد أن عمان لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول ولا تسمح للدول الأخرى بالتدخل في شؤونها. وأن عمان أرض طيبة لا تقبل مثل هذه النبتات الخبيثة أن تنمو فيها.