مدرين المكتومية
تختلف نظرتنا للحياة من شخص إلى آخر، فبعضنا يرى أنَّ هذه الحياة سريعة ولا يمكن الشعور بها أو الاستمتاع بلحظاتها، في حين يرى البعض أنه يمكن الاستمتاع بكل لحظة من لحظات هذه الحياة التي نعيشها لأنَّ اللحظة التي تذهب لن تعود ولذلك يجب استغلالها على أكمل وجه، كما أن هناك صنف ثالث من الناس يقفون في المنتصف يشاهدون لحظات الحياة تمضي أمام أعينهم دون أن يحركوا ساكناً، يعيشون في دوامة الانتظار والترقب.. انتظار الأشياء والأشخاص والفرص، دون أن يدركوا أنَّ كل إنسان يصنع لنفسه الحياة وليس العكس.
نعيش حياتنا محملين بالكثير من الطموحات والتطلعات والأحلام، وفي ظل ما نحمله من آمال للمستقبل تواجهنا الكثير من العقبات والتحديات التي قد ترهقنا وتتعبنا، لكننا ننسى أن السباق مع الحياة ومواجهة هذه التحديات والعقبات يُعد متعة من متع السير في طريق تحقيق الأحلام، وكما يقال دائماً "المتعة تكمن في الرحلة"، ولذلك علينا أن ندرك أننا نعيش اليوم هنا ولا ندري أين سنكون في الغد، كما أننا لا ندري كم من الوقت نملك وكم من اللحظات التي يمكننا صناعتها، ومن لا يعي هذه الأمور جيدا يخسر أمام سرعة الحياة تلك المتع الصغيرة والسعادة التي لم نعطها حقها، لأننا لم نستثمرها بالطريقة الصحيحة التي تمكننا من تسجيل الكثير والكثير من الذكريات والمواقف الجميلة.
فن صناعة السعادة
وإذا ما نظرنا خلفنا.. للأيام والسنين التي مرت، سنجد أننا أضعنا الكثير من اللحظات السعيدة ونحن ننتظر أشياء أو أشخاصا أو فرصا دون الانتباه لما في يدينا من لحظات يمكننا الاستمتاع بها، لأننا- وللأسف- ننسى أن كل شيء بالحياة مرتبط ارتباطا تاماً بنا وبمخيلتنا وأفكارنا، وعدم إدراكنا لهذه الحقيقة يتسبب في ضياع الكثير من الفرص والمتع بل وضياع الحياة بأكملها، ولذلك يجب أن نؤمن أن حياتنا نحن من يُحدد ملامحها ويترتبها حسب ما يناسبنا، وعلينا أن نسعى لصناعة الفرح والسعادة بدواخلنا أولا ثم ننشرها على من حولنا، وأن نحاول الاستمتاع بكل شيء حولنا.
أعرف أن الحياة لا تسير على إيقاع واحد، لكنني أؤمن أننا نعيش حياة واحدة، وعلينا أن نختار هل نعيشها سعداء، أم نعيشها في حالة من الترقب والخوف التي تفقدنا الفرص واللحظات الجيدة.
ورسالتي للجميع: علينا أن نعيش الفرح بكل تفاصيله ولا نترك الحزن والندم والإحباط أن يتسلل إلينا مهما كان الموقف الذي نمر به، نحن هنا لنبدأ من جديد ولنستفيد من الفرص ولنخلق من الحياة الكثير من الذكريات الجميلة والسعيدة، وفي نهاية المطاف نحن لا قدرة لنا على تغيير الواقع والأقدار، ولكننا نملك القدرة على أن نصنع لأنفسنا قصة رائعة من الحياة، أن نستشعر قيمة كل شيء، أن نبالغ بحب أنفسنا لأننا نستحق، وأن نبالغ بصنع سعادتنا لأنها أعظم انتصاراتنا في هذه الحياة، لا تسمح ليوم من عمرك أن يمضي دون أن تشعر بعظمته وجماله مهما كان ما تمر به، ولا تخسر نفسك أمام عاصفة الحياة المدمرة، بل عليك أن تتمسك بنفسك وأن تهبها السعادة التي تستحق.