عجبتُ.. ثم تذكرتُ!

 

عائض الأحمد

عجبت لهؤلاء المتنكرين بثوب الفضيلة فهم يريدون العيش في جلباب تلك الثقافة التي يرونها حقاً لهم بل ومن أبسط الحقوق التدثر بثيابها، والتمسح بها والنهل من مناهلها والتمرد على ماسواها،  ثم يدعون الله أن يموتوا كحمزة أو خالد بن الوليد.

هذا لم يكن يعنى بأن الفضائل حكرا على ثقافة بعينها أو أمة دون سواها فمن يسبر أغوار حديثنا يعلم سلطان الهواء ويستنشق "عبيره" الغريب هو ذاك المكيال والميزان "الأخرق" الذي يعتمر قبعة الويل لهم وحمدا لله على نعمة الديار وساكنيها.

الفطن يجوب المعمورة ويتخذ منها الدار والمستقر أينما وجد نفسه فالعداء ليس من الصفات الإنسانية بل من طوالع العرافين وتصنيف البشر وتحويل الخرافة البالية إلى صفات دائمة، فلعل الروح التي تسكنك تميل حيثما وطأت قدماك فلم المكابرة وكأن عليك الخيار بين هذه وتلك "كالغر" الذي أتى ولم يكن يحمل معه غير مئزره وكله حرص أن يقابل كل من يراه دون أن يمعن النظر فلربما وجد ضالته في بساطة ماحوله وليس لاستنباط ما تخفيه ثقافة الآخرين والتسبيح بحمدها صباح مساء، فهناك ما يبهر وهناك ما يجهر.

وهج: كن أنت أولاً ولا تنسيك "جغرافيا" المكان من أنت. يقول المثل الهندي "لا يعض لسان المرء إلا أسنانه".

 ختامًا: السخرية تنال من الجميع، حتى أنبل القلوب تجد من يحقرها؛ فالجراح المؤلمة تترك أثرًا، وإن كان الوقت كفيلًا بها، نعم "نحن سادة أفكارنا" فكم من الناس ضحية أفعالنا.

شيء من ذاته: ليس بالأمنيات فقط، فكم من حالم تخطاه موعد النهوض، ولم يزل يحلم دون حراك.

نقد: لم أسمع بأنك أخطأت، ولن تسمع، لأنك ستراه أينما دبت قدماي.