محرقة خيام النازحين

لم يعد خافيًا على أحد مدى خسة ووضاعة وغدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، والجرائم التي ارتكبها منذ عام 1948 شاهدة على ذلك وصولًا إلى "محرقة الخيام"، التي ندَّد العالم أجمع بها، بعد أن قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في مدينة رفح الفلسطينية وحولتهم إلى أشلاء وحرقت جثثهم بالصواريخ الحارقة؛ إذ كان معظم شهداء هذه المحرقة من الأطفال والنساء.

المشاهد التي التقطتها العدسات من هذا الحدث الأليم كانت مروعة، ووثقت تفحم بعض الجثث بالإضافة إلى جثث لأطفال بدون رؤوس، وإصابات كثيرة ببتر أجزاء من الجسم، وهو ما يؤكد تعطش هذا الاحتلال الغاصب لمزيد من الدماء.

ولقد جاءت كل التصريحات الدولية منددة بهذه الجريمة، لتصبح إسرائيل في نظر المجتمع الدولي دولة مارقة تمارس الإبادة الجماعية وترتكب جرائم بحق الإنسانية دون أي اعتبار للقوانين الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية.

إنَّ إسرائيل باتت كيانًا مُزعزعًا للسلام والأمن الإقليمي؛ خاصة بعد حادث إطلاق النار في معبر رفح  الذي راح ضحيته جندي مصري، في ظل التزام الأطراف الإقليمية بأقصى درجات ضبط النفس تجاه الممارسات الإسرائيلية الإجرامية، إلّا أننا لا نعلم إلى أي مدى تمتلك هذه الأطراف الإقليمية مخزونًا من ضبط النفس والالتزام بالاتفاقيات الدولية، إذا ما أصرَّ الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة نهجه الإجرامي لسفك مزيد من الدماء وانتهاك المزيد من الاتفاقيات والمعاهدات.

تعليق عبر الفيس بوك