الزيارة السامية للكويت.. ترسيخ للشراكة القائمة

 

 

فايزة سويلم الكلبانية

Faizaalkalbani1@gmail.com

 

(1)

أبعث إليكم أعزائي القراء سطور مقالي من ساحة أبراج الكويت الشقيقة، ومن أروقة سوق المباركية، ومن قلب التجديد الذي تشهده الكويت في عهد أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، وتشكيل حكومة جديدة برئاسة معالي الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح.

(2)

شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية قيام حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بزيارة "دولة" إلى دولة الكويت الشقيقة التقي خلالها صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وعُقدت خلالها مباحثات رسمية بين زعيمي البلدين الشقيقين.

كُلي فخر واعتزاز بأن أتواجد في الكويت في هذا اليوم الزاهي؛ لأشهد أجواء وحفاوة الاستقبال التي حظيت بها هذه الزيارة السامية من قلب الحدث، والتي تعد أول "زيارة دولة" يقوم بها جلالته إلى دولة الكويت منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد، وتأتي هذه الزيارة امتدادًا لزيارة أمير الكويت صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في "زيارة دولة" لسلطنة عمان، حضر خلالها بمعية جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- افتتاح مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية.

وتأتي الزيارة التي تلقى اهتمامًا كبيرًا ليس في البلدين الشقيقين فحسب؛ بل في المنطقة ترسيخًا لعلاقات الأخوّة الطيبة الممتدّة بين سلطنة عمان ودولة الكويت الشقيقة، وتعزيزًا لأوجه التعاون الثنائية القائمة بينهما، وانطلاقا من حرص قيادتي البلدين على كلّ ما من شأنه توطيدها وتطويرها نحو آفاق أرحب لمستقبل أكثر إشراقًا ونماءًا وازدهارًا. وقد أجريت لجلالته مراسيم استقبال رسمية، حيث زخات المطر التي سبقت موكبه السامي وعمّت ربوع الكويت أثناء وصوله، وعند دخول الطائرة السلطانية "نزوى"، أجواء الكويت ترافقه سرب من القوة الجوية الكويتية حتى وصل إلى المطار الأميري ترحيبًا بمقدمه، وصولًا لمقر إقامته في قصر بيان ، وسط فرحة شعبية وأهازيج التراث الأصيل والأعلام ومظاهر الفرح التي توشحت بها شوارع الكويت ومبانيها، وكلمات المحبة التي رافقتنا جميعًا بين قيادة وشعب "أنتم ريحة السلطان قابوس والشيخ الصباح" طيب الله ثراهما.

(3)

مواقف عدة صادفتنا ونحن نتجول بين سخاء الكويت وأروقتها المختلفة ومعالمها الشامخة، بينما تغمرنا كلمات شعبها الودود الشقيق ومحبتهم الصادقة وكرم استقبالهم وحسن صنيعهم، فموقف لطالما يكرره أبناء الكويت مع العمانيين، وكنت سابقًا أسمع هذه المبادرة على لسان البعض من الأصدقاء ممن يزورون الكويت، بعد جوله طويلة في سوق المباركية، "السرداب"، قررنا الجلوس في استراحة بمطعم "الشمم" المزدحم بالمرتادين للمكان لما هو متعارف عليه من مذاق الأكل الطيب فيه، لنتفاجأ بأن طاولة العُمانيين قد "دُفعت" من فاعل خير كويتي، وبأت محاولتنا بالفشل لمعرفة فاعل الخير هذا؛ لنقدِّم له الشكر والتقدير، ولكن جعلها بصمة في الذاكرة بفعله الكريم ستبقى خالدة في ذاكرتنا كُلما زُرنا الكويت أو مرَّ طاريها وله الأجر والثواب، وامت دارهم في عزٍ ورخاء واستقرار.

(4)

والشيء بالشيء يذكر هذه الزيارة أتاحت لي الفرصة أن أشارك في أعمال النسخة التاسعة من "المؤتمر الدولي التاسع للشراكة الفعّالة من أجل عمل إنساني أفضل"، والذي تنظمه الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية   (IICO) بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)؛ بهدف تعزيز مستوى الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة، وتحفيز الجهود من أجل تدخلات إنسانية فعّالة في مواجهة الكارثة غير المسبوقة التي شهدها القطاع على مدى أكثر من 7 أشهر، والذي اُقيم برعاية فخرية من صاحب السمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي بمشاركة عمانية وعربية ودولية كبيرة ورفيعة المستوى، تخلله العديد من المبادرات المحفزة، هذا إلى جانب مشاركتي ضمن وفد سلطنة عمان في مؤتمر وجائزة الشراكة والمسؤولية المجتمعية الثامن للمؤسسات المالية والمصارف الإسلامية للعام 2024، برفقة نخبة من السفراء والخبراء الدوليين في المسؤولية الاجتماعية وتنظيم من الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية.