"الكأس الغالية".. ومستقبل رياضتنا

 

علي بن بدر البوسعيدي

تابعتُ بشغف- كما هي عادتي كل عام- نهائي كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم، والتي جمعت بين إثنين من أكبر أندية السلطنة، نادي ظفار المُلقّب بـ"الزعيم" ونادي النهضة، في نهائي جميل وطيب استمتعنا فيه بجماليات هذه اللعبة الشعبية التي تأسر القلوب، وما زاد من جمال هذه المباراة النهائية أنها أُقيمت على أرضية ملعب ولاية خصب بمحافظة مسندم، وفوز الزعيم على النهضة بثنائية نظيفة، استحق بها أن يرفع كأس الكؤوس، وأغلاها.

والحقيقة أن مثل هذه المنافسات الكروية تؤكد مدى حُب الجمهور العُماني لكرة القدم، والتي نتمنى أن تتواصل الأمجاد فيها، لكن في الوقت نفسه دائمًا ما نُطالب بتطوير اللعبة ومسايرتها للمتغيرات الدولية من حولنا، فقد أصبحت كرة القدم أكثر من مجرد رياضة تحظى باهتمام شعبي كبير، لكنها باتت صناعة واستثمار يجلب الكثير من رؤوس الأموال، ولنا أن ننظر إلى المنطقة من حولنا، وإلى الدوريات الأوروبية العريقة، وغيرها، وسنجد أنها بالفعل تحولت إلى قطاع استثماري قادر على توليد العديد من الفرص، بما يخدم العديد من الأهداف؛ سواءً كانت أهدافًا اقتصادية من خلال جني الأرباح وتعزيز عائدات هذه اللعبة، خاصة في مجالات الإعلانات وبيع التذاكر وتقديم الخدمات المُساندة أثناء المباريات، أو كانت أهدافًا سياحية، من حيث جذب السياح لمشاهدة أهم المباريات واستضافة لقاءات دولية على أرض السلطنة الحبيبة. وهناك أيضًا أهداف رياضية بلا شك؛ حيث إن كرة القدم تساعد الشباب على ممارسة الرياضة وبناء جسم سليم والبُعد عن أي أمور أخرى قد تهدد صحة الشباب.

إذن علينا أن نعمل بجد واجتهاد من أجل أن نرى رياضتنا العُمانية تتقدم بخطى واثقة نحو المستقبل المشرق، وكُلنا أمل في قيادة صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، وحرص سموه على الارتقاء بالرياضة العُمانية، بما يتوافق مع أهداف رؤيتنا المستقبلية "عُمان 2040"، وبما يحقق التطلعات الشعبية التي تنشد التميُّز والتقدم.