راشد بن حميد الراشدي
جبناء، خونة، أنذال، مجرمين.. هو أقل وصف يُوصَف به الصهاينة اليهود ومن شايعهم وناصرهم.
يقول المثل: "إنْ لم تستحِ فافعل ما شئت"، وهذا ما يحدث اليوم في غزة، فرفح تُباد عن بكرة أبيها كما أبيد شمال وجنوب غزة، وسط صمت مُطبق عمَّ بلدان العالم تجاه مجازر بشرية لم يعرفها أحد في هذا العصر، ولم يسلم منها صغير ولا كبير، وسيخلِّدها تاريخ الإنسانية الساخر في أحداث وقصص قتل الإنسان لأخيه الإنسان.
فمن يرعى الارهاب والدمار الذي لحق بغزة لا زال يضحك على عقولنا وفكرنا بأنه شُرطيُّ العالم العادل، والذي أطر كل شيء على هواه ووفق مصالحه، غير مكترث بشعبٍ يُباد ويُسحق، أو دماء تسيل وأرواح تُزهَق.. فلا نامت أعين الجبناء.
ما يحدُث اليوم من سكوت ستجني ويلاتُه بلدان العالم أجمع غداً؛ فالحرب ضد شعب أعزل ودين سامٍ شريف هي حرب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والتي يريد اليهود وأذنابهم القضاء بها على الإسلام والمسلمين، وكل من ينادي بعزته وكرامته وبحقه وأرضه.
فما الذي يريده الصهاينة من حرب عبثية -طالتْ الأخضر واليابس- سوى القضاء على كل من نادى بحقوقه وأرضه، واستبسل في تحريرها، وقضى على أنجاسها الملعونين منذ خلق الأرض.
لا نامت أعين الجبناء، والجميع يرى عن قُرب هذه الأحداث الجسيمة العظيمة تحدث يوميًّا في غزة، وسقوط مئات الشهداء، وآخرها ما يحدث في رفح هذه الأيام من انتقام بربري وحرب غير متكافئة، حصيلتها عشرات الألوف من المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة في الدفاع عن أنفسهم، فلقد فتك بهم اليهود الغاصبين أمام أعين العالم أجمع، وهم عُراة جياع، ولا شيء يردع ذلك المتغطرس الجبان.
رُفِعت الأقلام وجفَّت الصُّحف، وأحرار العالم ينادون بالحرية ورفع الظلم وإرجاع الحقوق لأصحابها يُقابله سكوت وصمت أمة ذليلة بأكملها لم تُحرِّك ساكنا سوى نعيق وعويل على إخوانها دون نتيجة تُذكَر، وخداع وخيانة في كل شيء من حولنا، وكأننا لا نسمع ولا نرى.
اليوم يُحْصَد أبناءُ غزة في رفح أمام العالم بدون رحمة ولا رأفة، وسيتحمل العالم غدًا نتائج أفعال هؤلاء الأنذال وهم يعيثون في الارض فسادا بدون ردع أو محاسبة، والأدهى والأمر أنَّ من يرفع أي شعارات ضدهم يُسجن ويُنكل به تنكيلاً لكلمة حق قالها في وجه ظالم جبار، وها هي الأمثلة الحية أمامنا في انتفاضة الجامعات في مختلف بلدان العالم.
لا نامت أعين الجبناء ونحن صامتون عمَّا يحدث منذ 7 أشهر من دمار للبشر والحجر، فلقد بلغ السيل مبلغه، والحق موضعه، وسيُشرِق غدًا -بإذن الله- فجر النصر، وسيردُّ الله كيدَ اليهود الحاقدين إلى نحورهم وتخسأ أطماعهم وتخيب أنفسهم، فلقد كشفت غزة الغطاء، وأماطت اللثام عن المنافقين الغادرين لدينهم وعروبتهم وإخوانهم، فلا غالب اليوم سوى الله، والله على كل شيء قدير، ولن يخذل الله عباده المؤمنين.
فاللهم انصر الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، اللهم انصر عبادك المرابطين في فلسطين على اليهود الغاصبين المعتدين، برحمتك يا أرحم الراحمين.