ناصر بن حمد العبري
مُنذ أوْجَدَنا اللهُ على هذه الدنيا، وقضية فلسطين والشهداء الذين ضحُّوا بحياتهم في الدفاع عن فلسطين والمقدَّسات الإسلامية جرَّاء بطش آلة العدو الصهيوني الآثمة كانت هي القضية الأولى، وكانت في ذلك الوقت المواقف في العالم العربي والإسلامي جريئة وفعالة؛ حتى إنَّ الدول العربية كانت تهدد باستخدام سلاح النفط وقطعه عن الدول التي تدعم الكيان الغاصب الإسرائيلي.
إلا أنَّه وللأسف، ومع مرور الوقت، تلاشت هذه المواقف وتراجعت قوة الدفاع عن فلسطين في العالم الإسلامي، عدا موقف سلطنة عمان، الذي بقي ثابتًا راسخًا رسوخ جبل سمحان، وخيرُ شاهد موقف سلطنة عمان المشرِّف في مختلف المنابر الدولية والدبلوماسية العمانية، والتي كانت ولا تزال تؤكد أنَّ همها قضية دولة فلسطين الشقيقة؛ رغم تغيُّر الأولويات لدى أغلب الدول العربية.
وفي ظلِّ هذه الظروف، تمَّ استغلال القضية الفلسطينية من قِبَل القوى العالمية لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية. ومع ذلك، لا يزال الشعب الفلسطيني يُواجه الاحتلال الإسرائيلي ويعاني من الانتهاكات اليومية لحقوقه الأساسية؛ فالاستيطان الإسرائيلي مستمر ويهدد بتهويد القدس وتهجير الفلسطينيين. وتتواصَل عمليات القتل والاعتقال التعسُّفي للفلسطينيين، وتستمرُّ الحصارات الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية. وأخذ اليهود يوسِّعون عملياتهم البربرية، ضاربين بكل القوانين والقرارات الدولية عرض الحائط، وها هُم اليهود يُقْدِمون على اجتياح رفح، ويستمر أبطال دولة فلسطين والمقاومة الباسلة مُمثَّلة في "حماس" و"القسام" وباقي الأبطال والفصائل -كلٌّ في موقعه- يُدافعون عن أرض المسرى وعن كل فلسطين القلب النابض للأمة الإسلامية.
وفي هذا السياق، يجب على العالم الإسلامي أن يُعيد النظر في موقفه من قضية فلسطين، وأن يتَّحد في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. فليس من المقبول أن يستمر الصَّمت والتقاعس في مواجهة هذا الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، فيجب أن يكون هناك تضامن حقيقي وتعاون فعال بين الدول الإسلامية لدعم الشعب الفلسطيني الباسل.