راشد بن حميد الراشدي
في مَلْحَمة خالدة سطَّرها أبطالُ غزة العزة مُنذ السابع من أكتوبر المنصرم، تتلألأ بَارِقَةُ انتصار الحق على الباطل، والنور على الظلام.
وفي كَوْن يملكه ويديره الله جل جلاله تتوالى الانتصارات تلو الانتصارات رغم الجراح والاستشهاد، تحت أنقاض الغزوِ البربريِّ الغاشم الذي بلغ من الفجور مبلغه؛ ففي كل يوم تلوح -ولله الحمد- بارقة الأمل بالنصر بفضل أفعال الشجعان والأحرار. ممن لم يرتضوا إلا طريق الحق والنصر ورفع الظلم وعودة الحق لأصحابه.
إنَّها مُعادلة حياة ليس للقوة والطاعون يد فيها إذا حَضَر الإيمان وتماسَكَتْ قُوَى الخير لانتشال أخيهم الإنسان من براثن ذِئَاب المكر والخداع والتضليل.
إنَّها لحظات الحسم بعد طغيانً مُدمِّر لكل شيء، فلقد انتفضت اليوم الأرض عن بكرة أبيها، وعرَّت غزة كلَّ جبان وخائن ومنافق، فها هي بواكير النصر القادم تلوح من بعيد بأفعال أحرار العالم أجمع.
مَحَاكم تُدين أفعال الكيان، وعلاقات تمَّ قطعُها، ومظاهرات عمَّت البلدان، مع ما نراه اليوم ويُثلج الصدر من احتجاجات واعتصامات في مختلف الجامعات، دعمًا لحُرية فلسطين ووقفاً الحرب على غزة.
"سبعة أيام مُتبقية لينتصر الحق".. هو شعار سيبقى للأبد، فهي أيام الأسبوع ستمضي، ويأتي أسبوع آخر بسبعة أيام حتى يتحقَّق النصر؛ فالنصر قادم لا محالة بإذن الله.
حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل، وحقوق الحيوان، والحرية والديمقراطية والشفافية...وغيرها من الشعارات الرنَّانة التي زُرِعت في أذهان الناس، عرَّتها غزة اليوم فسقطتْ كلُّ هذه الشعارات بهيئتها ومُؤسَّساتها، حتى الخيرية منها، وبان حقدُها وسوء فعلها، فلقد سقطت ادعاءات الأخلاق والمُثل التي تغنَّت بها كثير من الدول، فلم تعد تمثل سوى كيان واحد مُحتل، فهي في صفِّه رغم ما يفعل وفعل من جرائم إبادة بشرية ستعود عليهم وعلى بني صهيون أجمعين بالويل والدمار قريبا بإذن الله.
اليوم.. تنتصر غزة بأفعال الصالحين، وجهاد المرابطين الشجعان، وأحرار العالم، وسيخرج الحقُّ رغما عن أنوفهم؛ فسبعة أيام تفصِلُنا عن نصرٍ قادمٍ طال أمده؛ ونصر الله قريب وستكون النهاية لعدو مُعتدٍ على يد شُجعان أحرار.
سبعة أيام بإذن الله والنصر سيرفرف علمه بين الخلائق، فلقد تبيَّن الحق وزهق الباطل، بعدما ضاقت الأرض بما رحبت من قتل وتنكيل وإبادة وسحق لكل شيء، وإنَّ غدا لناظره لقريب، فاللهم انصر إخواننا في فلسطين، وانصر الإسلام والمسلمين، ودمِّر أعداء الدين يا رب العالمين، فلقد اقترب الوعد الحق على الظالمين، فلا غالب اليوم سوى الله.