علي بن بدر البوسعيدي
تتأسس علاقات الدول على العوامل المشتركة وترتكز على الثوابت الوطنية القيم والمبادئ والتقاليد والأعراف التي تؤمن بها المجتمعات، وعلاقة سلطنة عُمان بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، علاقة أخوة وصهر ونسب، فكلا الشعبين العُماني والإماراتي يتشاركان في الكثير من الجوانب الثقافية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية، وهي علاقات قائمة على الأخوة وحسن الجوار والترابط والتلاحم.
وعلى مدى عقود مضت، والبلدان يواصلان الجهود من أجل تعزيز مسيرة التعاون المشترك، وما يؤكد ذلك أن الإمارات تعد أكبر شريك تجاري لسلطنة عمان، كما إن سلطنة عمان ثاني أكبر شريك تجاري خليجي للإمارات، وتستحوذ على الإمارات على أكثر من 40% من مجمل واردات عمان، والإمارات هي أكبر مُصدِّر إلى سلطنة عُمان وأكبر مستورد منها.
والعلاقات الشعبية بين البلدين ضاربة في عمق التاريخ، من خلال علاقات النسب والمصاهرة بين البلدين الجارين، كما إن الحضور العُماني في دولة الإمارات ملحوظ وبارز، سواء فيما يتعلق بالجانب السياحي أو حتى العمل في بعض القطاعات. أما الجانب الإماراتي، فله حضور لافت كذلك في سلطنة عُمان؛ حيث إن إجمالي الاستثمارات الإماراتية المباشرة في سلطنة عُمان بلغ نحو 958.6 مليون ريال عُماني حتى نهاية العام الماضي، كما سجل التبادل التجاري بين عُمان والإمارات 5.43 مليار ريال عُماني بنهاية عام 2023.
وتقول الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن قيمة المنتجات العُمانية المصدرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بنهاية العام الماضي بلغت أكثر من 291.7 مليون ريال عُماني تتمثل في منتجات معدنية ومنتجات الصناعات الكيماوية والصناعات المرتبطة بها وغيرها من المنتجات والسلع الأخرى، في حين بلغت قيمة المنتجات المستوردة من دولة الإمارات إلى سلطنة عُمان أكثر من 837.7 مليون ريال عُماني وتتمثل في الآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية وغيرها من المنتجات.
كل هذه المعطيات الاقتصادية تؤكد أن الازدهار والنماء هو عنوان مستقبل البلدين، في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم وأخيه سمو الشيخ رئيس دولة الإمارات..
وأخيرًا.. إننا نتمنى مزيدًا من التقدم والرخاء والازدهار للبلدين الشقيقين، وأن يسود النماء والاستقرار جميع دول المنطقة والعالم.