قِمَّة الكبار

 

ناصر بن حمد العبري

 

العلاقات العُمانية الإماراتية ضاربة في نخاع التاريخ والتي أرسى دعائمها المغفور لهما بإذن لله تعالى السلطان قابوس بن سعيد والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراهما، وترسخت وتطورت إلى أبعد الحدود.

وفي ظل نهضة عُمان المتجددة، حرص مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أيده الله- وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على البناء بثقة وثبات وتطوير تلك العلاقات الأخوية في وقت يلتهب فيه العالم بويلات الحروب. ولا شك أن من أبرز ما يتطلع إليه الشعبان الشقيقان في سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، من خلال زيارة مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- هو فتح آفاق جديدة والتعاون في كافة المجالات منها الاقتصادية والتعليم والصحة والسياحة.

والعلاقات الاقتصادية بين البلدين تعد من أهم الجوانب التي تحظى بالاهتمام الكبير من لدن قائدي البلدين.

والإمارات العربية المتحدة من أكبر الشركاء الاقتصاديين لسلطنة عُمان؛ حيث تعمل الشركات الإماراتية في مختلف القطاعات الاقتصادية في عُمان، مثل قطاع البناء والتشييد  والتجارة والصناعة. وتساهم هذه الشركات في توفير فرص عمل للعُمانيين وتحسين الاقتصاد العُماني بشكل عام.

وفي إطار تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، شهدت السنوات الماضية توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم سابقًا في مجالات مختلفة، مثل الاستثمار، والتجارة، والنقل البحري، والطاقة المتجددة. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين وتوفير بيئة ملائمة للشركات العُمانية والإماراتية للتعاون والاستفادة من فرص الأعمال المتاحة في البلدين.

وفي مجال التعليم، يعمل البلدان على تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي من خلال تبادل الطلاب والباحثين والمعلمين بين الجامعات والمدارس في البلدين، كما تعمل سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على تماسك وتطوير العلاقات الأخوية في مجلس التعاون الخليجي كون مجلس التعاون الخليجي هو الحصن المنيع والسياج المتين للحفاظ على أمن واستقرار دول الخليج العربية.

إن نتائج الزيارة السامية لجلالة السلطان المفدى إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ستتكشف لنا خلال الأيام القليلة المُقبلة، لا سيما في الجوانب الاقتصادية والتجارية، وإننا لندعو الله أن تتكلل مساعي قائدي البلدين الشقيقين للعمل على كل ما فيه مصلحة الشعبين.