الإقطاعيون الجدد

 

عائض الأحمد

المصطلحات المتداولة تغيب وتحضر وبعضها يزول تماماً مع زوال النظام الاجتماعي الذي أتى معه وانتهاء حقبته التاريخية التي لم تعد تتماشى مع العصر وأوانه، وأصبحت من ماضي الأجداد وطرائفهم وغالباً مآسيهم ومعاناتهم في تلك الحقبة مع بعض الأنظمي التي عاصروها.

لكن الإقطاعية تعود بأشكال أخرى وسلوك اجتماعي آخر ربما في حدودها الضيقة، ولكنها ذات أثر سلبي يمارسه البعض حتى في أسرته ومحيطه ويستمتع بكل ما يدور في فلكه بفرض قيوده المُلزمة والويل وسواد الليل لمن خالفه أو شعر بأن له الحق في كسر طوقه والنفاذ خارج دائرته الإقطاعية الحديثة في وقتها الموغلة في التخلف واستنزاف قدرات الآخرين.

المبالغة والتهويل يفهمها البعض في سياق الحديث واستطراد المتحدث ويعزوها إلى حالة النفور والغضب من سلوك معين ربما يسقط عليها حدث أو مشهد لا يفارقه أينما حل، وليس بالضرورة أن تتطابق مع النظريات التي تسكن رأس "صديقي" العاتب حد التذمر من نسف كل دراساته وكما يقول عمل سنوات قضي عليه في سطرين.

العمل مع العامة يحكمه النظام وتبادل المصالح دون المساس بحقوق الآخرين وحرياتهم، فأيهما يطغى على الآخر سيفقدك القوة الذهنية وحسن التعامل مع الأحداث، من منطلق القبول أو الرفض بالطرق السلمية والمعايشة وفرض سطوة المنطق حتى لو كان في حدوده الدنيا.

البعض يذهب بعيدا وكأن هذا الكون محوره "حاكم ومحكوم" وهنا عليه أن يستيقظ ويحسن التعامل مع أفراد أسرته فهذا شأنه قبل أن يسرح  دون رجعة.

فاصلة: يظهر في الأفق بيانات وكلاء وبعض محبي "القلقة"- نسبة إلى يقولون- يقابلها علم راسخ يقوده "سيد" السمع والطاعة، فأنتم أهل الدار ونحن الغرباء، يتلقفه من يأكل ليسد حاجته ومن يأكل ليظهر مكانته.

ختاما: الخلاصة ليست ثمرة الحديث؛ بل وجهة نظرك إن كان شأن يخص الناس.

شيء من ذاته: القناعة أن تؤمن بأن الماضي مجرد صفحة طُوِيَت بكل ما فيها.

نقد: معيار القبول.. تجاهل أخطاء الآخرين.