إن أكرمكم عند الله أتقاكم

 

لا ترتقي درجة العبد عند ربه بما يملكه من مال أو سلطة أو بما يتفاخر به من نسب، بل إن المعيار الوحيد لارتقاء الإنسان في الدرجات هو "التقوى"، إذ يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".

وعندما فرض الله الصيام على أمة محمد عليه الصلاة والسلام، قال في كتابه العزيز: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، ولذلك فإن الصيام يجب أن يعزز مفهوم التقوى في قلوب العباد ويهذب نفوسهم، فيكونوا رحماء فيما بينهم ويصلوا أرحامهم ويقضوا حاجة فقيرهم ويكفلوا يتيمهم، ويتقربوا إلى الله بالطاعات ويحثوا من يعولوهم على العبادات، ويساهموا في فعل الخيرات.

ومن التقوى تعظيم شعائر الله كما في قوله تعالى: "ذَلِكَ ومَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ"، كما ارتبط مفهوم التقوى بالجهاد إذ قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".

وفي القرآن، ارتبطت خيرات الدنيا والآخرة كلها بالتقوى، ومن ثمار التقوى: المخرجُ من كلِّ ضيقٍ، والرزق من حيث لا يحتسب، والسهولة واليسرُ في كلِّ أمر، وتيسير العلم النافع، ومحبة الله ومحبة ملائكته والقبول في الأرض، نصرة الله عز وجل وتأييده وتسديده، البركاتُ من السماء والأرض، حفظ الذرية الضعاف بعناية الله تعالى، السير إلى الجنة في وفود مع المتقين.

 

تعليق عبر الفيس بوك