أندية السلطنة الشبابية في الميزان

 

 

سارة البريكي

Sara_albreiki@hotmail.com

مع بزوغ فجر النهضة العمانية، ومع الاهتمام الكبير بالرياضة، كانت الانطلاقة بإنشاء مختلف الأندية الرياضية، والاهتمام بالجانب الرياضي جل اهتمام، فمنذ ثمانينيات القرن الماضي، تم الاهتمام بالرياضة ومختلف الأنشطة التي تُصاحبها والفعاليات، وأيضا كان أول نادٍ هو نادي عمان، فكانت وقتها إقامة مختلف الفعاليات الثقافية والرياضية كالاهتمام بالمسرح والتفاعل الجمهوري وإنشاء عدة فعاليات واستقطاب وجوه معروفة كعمل حفلات فنية وفقرات تهم الجماهير، وتُسهم في رسم البسمة على شفاههم. ومع مرور الزمن بدأت تلك الفعاليات تتقلص تدريجيا إلى أنْ أصبحت شبهَ معدومة، وأوكل إقامتها لجهات أخرى، وغاب مشهد الأندية الفعال، وغابت الجماهير، ولم يعد هناك أية فعاليات تُذكر!

ورغم الدعم المالي الذي يُضخ في هذه الأندية من الحكومة، وتبرع الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال لتطوير الأندية، أصبح هناك عزوف تام عن إقامة الفعاليات المصاحبة لأي موسم رياضي، إضافة إلى عدم الاهتمام بذائقة الجمهور، إذ لا توجد مُدرجات مخصصة للجمهور إلا بمستوى خجول جدا، يقف الجمهور طيلة المباراة على قدميه، متعبا، وأحيانا يبحث له عن كرسي أو يجلس على الأرض، وهذا شيء رأيته في أحد النوادي التي نُدرك حجم الدعم المقدم لها؛ فلماذا لا يتم التطوير؟ ولماذا تُهمَّش مصلحة الجمهور الذين يتركون أعمالهم ويأتون لمشاهدة هذه المباراة؟

إنَّ غياب الرقابة عن إدارات الأندية، وكيف ومتى وأين تُصرف المبالغ التي تُدفع للتطوير وتقدم للرياضة والثقافة، هو أمر يجب وضع عدة نقاط استفهام أمامه، وكذلك انعدام الأنشطة الثقافية في تلك الأندية أو الفعاليات كتفعيل دور المسرح وأنشطة الرسم والتصوير الضوئي كما كانت في بداية العهد الزاهر، هي محطات مُهمَّة يجب أن تجد اهتمامًا وتفعيلًا ومتابعة وحرصًا من قبل المسؤولين في الوزارة، فلو تم استجواب إدارة كل نادٍ لوُجِدَت تجاوزات كثيرة.

إنَّ موسم شهر رمضان قادم على الأبواب، وكان بالسابق تُقام عدة برامج ومناشط في كل الأندية، أما الآن فقد اختفت كليًّا.. فأين الخلل؟  هل الخلل عام أم هناك توجيهات من الوزارة المختصة بعدم تفعيل الأندية، وهذا أمر بعيد عن التفكير أو التخيل.

كان يُشار لنا بالبنان، وكانت مكانة الأندية الشبابية العمانية فعالة، ولم تكن مُختصرة فقط على الاهتمام بكرة القدم، فمختلف الرياضات مهمة، ولها عُشَّاقها والمهتمون بها ومختلف الهوايات الأخرى يجب أن تفعل، إذن: لماذا أنشئ نادٍ في كل ولاية؟ وأين هذه الأنشطة؟ ومن المسؤول عن إقامتها وتفعيلها وإيقافها؟

إنَّ دعم وتوطيد العلاقات الإقليمية والدولية في مجالات الرياضة والأنشطة الشبابية مُهمٌّ للغاية في ظل هذا العالم الذي نعيش فيه، وهو عالم السرعة والتكنولوجيا والسوشيال ميديا والهواتف المحمولة والإنترنت السريع. إذن لابد أن نقف وقفة جادة وصريحة لمساءلة أصحاب الشأن: لماذا لا نذهب بأنديتنا للعالمية؟ ولماذا هذه الأندية شبه ميتة؟ ولماذا لا تكون هناك مناشط يومية وأسبوعية تهتم بالنشء وتراعي التغيير الكبير في الأفكار والتقدم الذي يجب أن نتقدمه؟ وأن لا نسمح بأن يمر عمر الطفل والشاب بدون رياضة أو ثقافة معينة ينمِّي بها قدراته بعيدا عن العالم الافتراضي الموازي!!

إنَّ دور النوادي مهم في تفعيل هذه البرامج ومختلف الرياضات والفعاليات لتنشئة جيل قادر على التفاعل مع العالم أجمع، وهذا التأخر الذي نشهده في أنديتنا يجب أن ينتهي بوضع النقاط على الحروف، وبتجديد إدارات قادرة على تغيير الأفكار السابقة، وأن نرى اهتماما ملحوظا في الجانب الثقافي والرياضي، والتوسع في بناء الملاعب المختصة بالرياضات المختلفة، وأن يتم تفعيل دور المسارح في الأندية، لا أن تُستغل كقاعة أعراس يعود ريعها للمستثمرين.

كونوا حريصين على تنمية المواهب والقدرات الشابة، وتابعوا الإدارات المختلفة للأندية، وجدِّدوها، وألغوا استمرارية الإدارة لأكثر من أربع سنوات، بهدف ضخ دماء جديدة يهمها الصعود باسم عُمان عاليا في كل الميادين.