"نِثار".. تطبيق عماني صوتي لملخصات الكتب

 

 

مهند بن سالم العامري

قدَّم اختراع الهواتف الذكية نقلة نوعية جديدة لعالم الاتصال، وقد وافق ذلك دخول عصر الإنترنت أو ما سُمِّي بـ"الشبكة العنكبوتية". وتعود بنا الذاكرة لبدايات عصر صعود ما عُرف بالهاتف المحمول أو النقال، الذي طغى على عصر الاتصال في العالم الحديث، وحيث يمتاز الهاتف النقال بصغر حجمه وسهولة حملة مقارنة بالهاتف الأرضي الثابت، وكذلك فاعلية استخدامه التي فاقت الهاتف العادي، هذا عدًّا عن أنه أصبح لصيقا بالمستخدمين، فهو لا يكاد يفارق صاحبه.

وفي العام 2001 جاءت الفرصة المؤاتية ليدخل الهاتف النقال للميزات التي تقدمها شبكة الإنترنت للمنتفعين من برامجها؛ مما زاد من العلاقة والارتباط بينها وبين الهاتف الذكي الذي طوَّره المخترع الألمعي ستيف جوبز وفريقه من شركة آبل.

وبدخول عصر الهاتف الذكي المرتبط مع الإنترنت، بدأ عصر جديد بتقديم خدمة نوعية أخرى من التطبيقات التي دخلت على عالم الهواتف، بل إنَّ البعض يرجع الفضل في ذلك لشركة آي.بي.إم التي جاءت بأول تطبيق مرتبط مع الهاتف في عام 1992. وقد زادت هذه الاكتشافات الهاتف الذكي تألقاً وصعوداً خاصة مع وجود خدمات الـPlay store من جوجل في العام 2008، تلا ذلك دخول الأندرويد وغيرها. لقد أتاح وجود الهواتف الذكية المدعمة بالتطبيقات قيام عالم جديد تتداول فيه شتى العلوم والمعارف وكذلك متطلبات الترفيه كالألعاب الإلكترونية وغيرها.

ومن هذه التطبيقات التي تقدِّم صنوفَ المعرفة تطبيقات ملخصات الكتب التي انتشرت في كثير من الدول غرباً وشرقاً وفي عالمنا العربي.. فقد بدأت العديد من التطبيقات المحلية تقديم ملخصات الكتب العربية بالعمل، ومن هنا جاء طرح تطبيق "ِنثار" الذي يُشارك هذا العام كحدث جديد في معرض الكتاب الدولي للكتاب 2024، ويضم التطبيق العديد من الكتب العربية، إضافة للكتب العمانية التي تهيأت لها نافذة هذا التطبيق للولوج إلى سماء ملخصات الكتب هنا العربية. وتتميَّز تطبيقات ملخصات الكتب بكونها تقدم خدمة جديدة للقراء يتم من خلالها التعرف على ما تحويه هذه الكتب عبر تقديم ملخصاتها بشكل شيق وجذاب؛ حيث يتم التعرف على ما تتضمنه من أبواب وأفكار من خلال تتبع أبرز محطاتها.

وفي عصر السرعة، حيث لا يجد عموم الناس متسعاً لقراءة محتويات الكتب مع رغبتهم وطموحهم المعرفي، فإن التعرف على ما تتضمنه هذه الكتب من مضامين يكون من خلال القراءة والاستماع لملخصات الكتب.

ولعل ما تتضمنه هذه التطبيقات من كتب جَرَی تلخيصها يدخل في دائرة التشويق المعرفي؛ فالقارئ يُبحر في الاستماع لكتب عديدة، وقد يدفعه ذلك إلى اقتناء الموافق منها لتطلعاته الفكرية والمعرفية.

ويقول أحد المستخدمين للتطبيق إنَّني غالباً ما أقود سيارتي مع كل صباح جديد أسير فيه لمقر عملي، فأجد نفسي مستمعاً ومُستمتعاً بالتعرف على كتاب جديد من خلال الإنصات لمخلصات جديدة من الكتب المشتمل عليها التطبيق. وقد وَصَف هذا المستخدم نفسه بأنه أصبح شخصاً متعدد الثقافة؛ بما كوّنه من حصيلة الاستماع لكتب من معارف متعددة؛ سواء في التاريخ، أو الاقتصاد، أو الإدارة، أو تطوير الذات...وغيرها.

ويبقى الأمر أنَّ فائدة المؤلفين تأتي من خلال الترويج الذي تُتيحه هذه التطبيقات لإبراز كتبهم ومؤلفاتهم؛ مما يشجع على البحث عنها واقتنائها، وهو أمر يدعم توجهات النشر والتأليف دون شك.

تعليق عبر الفيس بوك