ورحلت أيقونة الإذاعة العمانية

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي *

"هنا مسقط، وتحية لجميع مستمعينا عبر برنامجكم صباح الخير يا بلادي، ومختلف برامج الإذاعة الإخرى".. هذه هي نجاة سعد، والتي صدح صوتها خلف ناقل الصوت بإذاعة سلطنة عمان ، فهي  الإعلامية الخلوقة في إذاعة سلطنة عمان منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث كانت تتغنَّى بمآثر الوطن ومنجزاته، وتنقل الكلمة والحدث عبر سلسلة كبيرة من مراسلي الإذاعة العمانية في مختلف محافظات وولايات السلطنة، وفي ظلال عهد النهضة المباركة والمتجددة بقي صوتها عبر الأثير يصل لمستمعي إذاعة سلطنة عُمان، ومع عدد من مذيعي الإذاعة شكلت المذيعة نجاة سعد أيقونة تسعد بسماعها؛ حيث حملت على عاتقها الوطن والإخلاص له، فأعطت من حياتها ما استطاعت إليه سبيلا، فقد كانت تسهر خلف ناقل الصوت لترفع هامات من كانوا يستمعون للإذاعة في هذه الأوقات وهم في مواقعهم، أو قائدي المركبات والمتنقلين من مكان لآخر، وفي مواسم الأمطار والحالات الاستثنائية تجدها أحد الجنود المجهولين، وكذلك في المناسبات الوطنية.

رحلت نجاة سعد، ورحلت كل الذكريات الجميلة مع أخلاقها العالية التي كتبت لنا في مسارات حياتنا كمراسلين الكثير من الدروس والمعاني الطيبة التي صقلت موهبتنا في فنون التواصل مع ناقل الصوت واختيار العبارات المناسبة التي تصل للمتلقي في سهولة ويسر.

إنَّها الأخت نجاة سعد التي رحلت اليوم مُخلِّفة ذكريات جميلة وحزناً على رحيلها؛ ولا نقول إلا كما يقول المؤمن المحتسب: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، اللهم اغفر لموتانا  وموتى المسلمين، فلقد رحلت أيقونة الإذاعة العمانية، والكل يشهد لها بنبل الأخلاق وطيبة القلب .

* إعلامي - عضو جمعية الصحفيين العمانية