الرياضة.. من هواية إلى صناعة

 

حمد الحضرمي

أصبحت صناعة الرياضة المحرك الرئيسي لاقتصاد كثير من دول العالم، من خلال بناء صناعة رياضية متقدمة، وإيجاد فرص تجارية وحلول اقتصادية متعددة وفرص عمل للمواطنين، والرياضة أصبحت من أكثر الصناعات وأسرعها نموًا في العالم، وهي أحد مؤشرات ازدهار المدن وتطويرها من خلال تشييد البنى التحتية وإقامة الأحداث والفعاليات الرياضية على المستوي الإقليمي والدولي، والرياضة تصلح ما تفسده السياسة، وتلعب دورًا كبيرًا في تقارب الشعوب والصداقة بين الدول، وقد انتقلت من مجرد هواية للمتعة والترويح عن النفس إلى عالم الاحتراف، الذي يجني المليارات من الدولارات للأفراد والمؤسسات والدول، فتحولت الرياضة من هواية بالأمس إلى صناعة للحاضر والمستقبل.

إن اهتمام القيادة الحكيمة في السلطنة بالرياضة له أهمية بالغة في التطوير والنهوض بها، وقد جاءت توجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بإقامة مدينة رياضية متكاملة بولاية المصنعة تستقطب استضافة البطولات والمسابقات الإقليمية والدولية في وقتها المناسب وقد اسعدت الجميع، وذلك لما سينعكس من فوائد ومنافع للرياضة والرياضيين بعد افتتاح هذه المدينة الرياضية. والأمر يتطلب من كافة المؤسسات الحكومية والخاصة والهيئات الرياضية بذل الجهود والتعاون لإحداث نقلة نوعية في المشهد الرياضي العماني ورسم صورة جميلة تظهر حجم وتطلعات التوجه الحكومي الذي يسير نحو دعم صناعة الرياضة وتحقيق رؤية "عُمان 2040"، والتي ستعود بالنفع على قطاع الرياضة وعلى الاقتصاد الوطني.

كما استقبل الرياضيون حديث صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب في الجلسة النقاشية ضمن ملتقي "معًا نتقدَّم" بالكثير من التفاؤل، والذي كشف من خلاله عن قيام الوزارة على دراسة واقع الرياضة وسبل تطويرها، وتخصيص بعض الأندية وتحويلها إلى شركات، ونقل ملكية هذه الشركات إلى جهات تطويرية تنموية، وكذلك اختيار أندية أخرى لطرحها للقطاع الخاص، والغاية تطوير القطاع الرياضي في كافة الجوانب باعتباره محورًا أساسيًا للتنمية البشرية، وفتح المجال للشباب العماني على إظهار قدراتهم وإمكانياتهم وتمكينهم من تحقيق الإنجازات والبطولات للوطن، وسوف يساهم كل ذلك في تعزيز مكانة ورفعة السلطنة بين دول العالم.

من خلال توجيهات القيادة الحكيمة للاهتمام ورعاية القطاع الرياضي، وبدء التحركات والتنفيذ من قبل وزارة الثقافة والرياضة والشباب والجهات الحكومية والخاصة المعنية بهذا الشأن، ولأن الرياضة أصبحت صناعة؛ فالأمر أصبح بحاجة إلى عقول وأفكار جديدة ومبتكرة، وأن تُسند المهام إلى أهلها، والاستعانة بالشباب العماني أصحاب العطاء والوفاء والعقول النيرة، الذين يتخذون القرارات الصحيحة ويحققون الأهداف المرسومة بدقة عالية، والحمد لله بلادنا الحبيبة عُمان زاخرة بالشباب المؤهل علميًا وعمليًا في كل المجالات الرياضية وغيرها، وهي فرصة متاحة للوطن والمواطن لفتح المجال للشباب للعمل في القطاع الرياضي الذي أصبح صناعة، لما يتمتع به شبابنا من طاقات وأفكار وعقول تساعد في تقدم وبناء المجتمع ورقى وتقدم الوطن.