ناصر بن سلطان العموري
ليست لدي معلومة مؤكدة عن الجهة المسؤولة عن جناح السلطنة في القرية العالمية بإمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وما إذا كان هذه الجهة حكومية أم خاصة. وما دعاني لكتابة هذا المقال تلكم الزيارة التي قمت بها للقرية العالمية مؤخرًا؛ وهي بالفعل عالمية بكل ما تحتويه من مشاركات عالمية؛ فالداخل إليها وكأنه يدخل بوابة سحرية تدخله لأغلب وأشهر بلدان العالم يتجول في شوارعها وعبر أسواقها ويناظر معالمها ويتعرف على صناعتها وحرفها التقليدية ومورثاتها الشعبية.
ما لفت انتباهي هذه المرة وجود الجناح العُماني بتصميمه المكون من ثلاث أجزاء وهي مجسم لبرج النهضة رمز صلالة دار الأصالة، أما الجزء الثاني فيجسد سوق مطرح العتيق الذي يُعتبر من أقدم الأسواق الشعبية في سلطنة عُمان ويقع في قلب العاصمة مسقط وتحديدا في ولاية مطرح، أما الجزء الثالث لواجهة الجناح فيجسد برج الصحوة، والذي يقع على مفترق طرق تؤدي إلى أبرز الولايات العُمانية مثل صحار وصلالة ونزوى، والذي يرمز للنهضة العُمانية. وبصراحة سعدتُ أيما سعادة وأنا أرى الجناح العُماني شامخًا ضمن الأجنحة وقد زرت القرية منذ سنوات عدة تزيد عن ست، لم يكن الجناح وقتها موجودًا وقد تطرقت إلى الموضوع مباشرة في أحد المقالات أذكر منها: "(عندما سألني ابني) أين هو علم بلدي عُمان من الأعلام التي ترفرف؟ لم يكن سؤاله عن اجتماع لهيئة أممية ولا عن منظمة عالمية!! ولكن جال السؤال بعقله الصغير حينما رأى أعلام دول الخليج وأغلب دول العالم مشتركة عبر أجنحة يتقدمها علم كل منها في أكبر محفل سياحي في إمارة دبي وهي (القرية العالمية) ونرى كل بلد ممثلا عبر أجنحته التي تحاكي ثقافته وتضم بين جنباتها عبق تاريخ بلاده وليس من ضمن هذه الدول بلد بحجم مكانة وتاريخ عُمان فهذا ما يدعو للأسف... حينها لم أجد الجواب لسؤال ابني إلا بعبارة ربما ستكون في المستقبل وقلت مستقبلا على سبيل التمني لا غير".
الحمد لله جاء المستقبل ليشهد تواجد جناح سلطنة عُمان من ضمن أجنحة القرية العالمية والتي يقصدها مئات الآلاف من الزوار. لكن فقط لي بعض الملاحظات التي دونتها أثناء زيارتي للجناح العُماني، وأتمنى من الجهة المسئولة تداركها والعمل على إصلاحها لكون مثل هذه المعارض تمثل واجهة لأي دولة، فمن خلالها يتم التعريف بالبلد ومكوناته ومدى التقدم الذي وصلت إليه في شتى المجالات. والجميع يعلم تأثير القرية العالمية بإمارة دبي التي تحظى بمشاركة عالمية وهي بلا شك فرصة ينبغي استغلالها على أكمل وجه لتعريف الزوار بسلطنة عُمان وما تمثله على الخارطة العالمية.
الملاحظ أن أغلب الباعة في الجناح العُماني من العاملة الوافدة، وبالتالي لا بُد من دعم وإتاحة الفرصة لأصحاب المؤسسات الصغير والمتوسطة ورواد الأعمال وخاصة في المحافظات القريبة كمسندم وشمال الباطنة والظاهرة للمشاركة ضمن أروقة الجناح العُماني لما سوف يكسبهم مزيدا من الخبرة وتسويق منتجاتهم على المستوى الخارجي.
أيضًا الجناح العُماني خالٍ من تسويق لمنتجات عُمانية وحرف عُمانية اصيلة مثل الفضيات وما تحتويه من سيوف وخناجر عُمانية ومنتجات السعفيات والفخار بأنواعها كما لم ألاحظ وجود ركن للحلوى العُمانية داخل الجناح العُماني باستثناء محل خارج الجناح مع وجود العديد من المصانع العُمانية العريقة التي تتميز بصنع الحلوى العُمانية بكافة أنواعها وترغب بالمشاركة في حال أتيح لها الفرصة.
لا أعلم يقينًا ما الأسباب التي أدت إلى عزوف، أو لنقُل عدم مشاركة رواد الأعمال المهتمين بالحرف والمهن التي تشتهر بها السلطنة في الجناح العُماني بالقرية العالمية ولكن أتمنى أن تسهل الأسباب ويدعم أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فالفائدة بلا شك كبيرة وعميقة في المشاركة في مثل هذه المحافل السياحية التي يقصدها القاصي والداني.
أتمنى أن يكون هناك تقييم للمشاركات التي تمثل السلطنة خارجيًا من كافة النواحي من قبل وزارة التراث والسياحة وأن تكون الهوية العُمانية ممثلة بالإنسان العُماني حاضرة لأنه أساس نجاح نهضة هذا البلد وقوته... جل ما أتمناه أن أجد الجناح العُماني في زيارتي القادمة بشكل مغاير ويحمل الصبغة العُمانية الأصيلة بكل ما يحتويه.