صحيفة الرؤية وكشف الأكاذيب الصهيونية

 

 

صالح البلوشي

 

كشفت المعارك البطولية التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ضد الإجرام الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وكذلك بطولات المجد والشرف لأبناء الجنوب اللبناني الصامد المتمثل في حزب الله، وبطولات المقاومة العراقية وجماعة "أنصار الله" في اليمن، كذب وزيف الشعارات التي كان يرفعها الغرب منذ الثورة الفرنسية وعصر التنوير الأوروبي، مثل التسامح وحرية التعبير عن الرأي والإعلام الحر النزيه.

لقد وقف الإعلام الأمريكي والأوروبي بمختلف أنواعه المرئي والمقروء والمسموع والإلكتروني ضد الشعب الفلسطيني، وأعلن انحيازه بشكل كامل وسافر للعدوان الصهيوني الغاشم، ولم يكتفِ بذلك؛ بل كانت وسائل التواصل العالمية مثل "فيسبوك" و"إنستجرام" و"واتساب" وغيرها تحذف كل مقطع مرئي أو تصميم إنفوجرافيك أو حتى منشور فردي يساند المقاومة ويدين الاحتلال، ولعل من المواقف المخزية لهذه الوسائل ما قامت به منصة "انستجرام" بحذف حساب صحيفة الرؤية العُمانية بسبب وقوفها مع الشعب الفلسطيني ودعوتها إلى إدانة الاحتلال ومحاكمة قادة العدوان في تل أبيب وواشنطن.

وفي الوقت الذي أثبتت فيه وسائل الإعلام الغربية والأمريكية نفاقها وزيف الشعارات التي ترفعها، فإن وقوف كثير من وسائل الإعلام العربية والدولية مع الشعب الفلسطيني أثبت أصالة هذه الوسائل الإعلامية وأنها تمثل الإعلام الحقيقي الذي يحترم المهنية والمصداقية ويقف بجانب القضايا العادلة، ومن هذه الوسائل صحيفة "الرؤية العمانية" التي وقفت منذ اليوم الأول لعملية 7 أكتوبر البطولية مع الشعب الفلسطيني عبر التغطيات المباشرة على مدار الساعة والتحقيقات الصحفية التي تظهر عدالة القضية الفلسطينية وبشاعة الإجرام الصهيوني ونفاق المواقف الأمريكية والأوروبية، التي أعلنت بشكل سافر انحيازها الكامل لإدارة نتنياهو الإرهابية العنصرية، إضافة إلى المقالات التي كانت القضية الفلسطينية محورها الأول والأساسي، وقدم من خلالها كتاب الصحيفة الغرَّاء تحليلاتهم السياسية لما يدور من أحداث في غزة والقضايا المرتبطة بها، وأولها مقالات رئيس تحريرها الأستاذ حاتم الطائي التي قدمت تحليلات سياسية عميقة للقضية الفلسطينية وكشفت بشاعة العدوان الصهيوني البشع المتواصل على غزة.

لقد نالت تغطيات صحيفة الرؤية للحدث الفلسطيني اهتمام القراء والمتابعين داخل سلطنة عمان وخارجها، وأشاد بها الكثير من المحللين والمراقبين السياسيين؛ لأنها أولًا جاءت في سياق حملة أمريكية وأوروبية شرسة ضد كل صوت إعلامي يقف مع الشعب الفلسطيني ويكشف الجرائم الصهيونية، وكذلك فإن صحيفة الرؤية لم تكتفِ بنقل الأخبار فقط وإنما تجاوزت ذلك إلى نشر التحقيقات الصحفية والمقالات، وأطلقت دعوة صريحة لمحاكمة مجرمي الحرب المشاركين في العدوان ومنهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولا أدري هل هناك وسيلة إعلامية عربية أو أجنبية دعت صراحة إلى محاكمة الرئيس الأمريكي أم لا؟

لكن الرؤية صدحت بالحق وطالبت بنشر الحقائق وكشف ما يحدث في غزة أمام العالم ومحاكمة كل من ثبت اشتراكه في هذه الجرائم.

تظل صحيفة الرؤية مثالًا للإعلام العُماني الوطني والحُر الذي يُكرِّس جهوده كمنبرٍ مُستقل يدافع عن الحقيقة، وصوتا صادقا يُعبِّر عن كفاح الشعب الفلسطيني الصامد، وسيفا حادا يقطع أوصال الأكاذيب الصهيونية في العالم.