د. خالد بن علي الخوالدي
حراك ثقافي وأدبي وتاريخي وتراثي يحفظ لعُمان تاريخها وهيبتها وإرثها، ولبنة أخرى من لبنات العهد المتجدد لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- في وضع حجر الأساس لمشروع مجمع عُمان الثقافي، والذي ستكون نتائجه الإيجابية لعُمان لا تعد ولا تحصى وسيحفظ أمجاد الإمبراطورية العُمانية وسيرفد الحراك الثقافي الجديد والمتجدد بتمكين يقودنا إلى تحقيق جزء مهم من أهداف رؤية "عُمان 2040".
ومن يلاحظ يجد أن السلطان هيثم- أعزه الله- يحث الخطى بشكل دقيق ومتسارع نحو تحقيق الرؤية ورسم ملامحها بما يضمن نجاحها، وما هذا المجمع الثقافي إلّا واحدة من الرؤى الثاقبة لجلالته والتي ستنضج ثمارها في المستقبل القريب، علاوة على أن المشروع يمثل صرحًا من صروح النهضة المتجددة والداعم الأول للثقافة والتاريخ والتراث.
ومن الوهلة الأولى كل متابع ينبهر بتصميم المشروع الذي يعد تحفة معمارية تضاف إلى التحف المعمارية القائمة حاليًا، وهو إنجاز حضاري وثقافي وعلمي وفكري، ولبنة من لبنات وإنجازات النهضة المتجددة التي يقودها مولانا السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه. ولنا أن نبتهج بمحتويات المجمع؛ حيث يتألف من المكتبة الوطنية والمسرح الوطني ومكتبة الطفل ودار الفنون ودار السينما والمنتدى الأدبي وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية. وسيضم المجمع 4 مرافق؛ منها: مكتبة الأطفال، ودور سينما ثقافية ومبنى المعرض وورش العمل، ومقر المنتدى الأدبي الذي سيضم قاعة محاضرات، كما سيضم قاعات للفنون التشكيلية، وأقساما للناشئة لمزاولة أنشطتهم الثقافية المختلفة، وسيحتوي على ثلاث مؤسسات وطنية مهمة في منشأة واحدة، وسيكون بمثابة مساحة حيوية مخصصة لجمع وحفظ وعرض الفنون والثقافة الحية والتاريخية والمعاصرة في سلطنة عُمان، وبهذا فهو يمثل نقلة نوعية في إيجاد مثل هذه الصروح المهمة والأساسية التي تقدم خدمات جليلة للمواطن والمقيم والزائر والباحث والمهتم بالتاريخ العُماني والتراث والثقافة العُمانية.
لقد رُسمت أهداف طموحة من إنشاء مجمع عُمان الثقافي ترتقي بالجوانب الثقافية والأدبية والمسرحية والبحثية، وتعزيز الأنشطة والفعاليات والبرامج الثقافية وتطوير مجالات العمل الثقافي، وجمع المفردات الثقافية العُمانية، وإبراز الإرث الثقافي في الذاكرة العُمانية، وتوفير خدمات البحث العلمي والفكري للدارسين والباحثين، وسيسهم بعون الله في تعزيز الأنشطة والفعاليات والبرامج وتطوير مجالات العمل وحفظ الذاكرة الوطنية لتاريخ وإنجازات سلطنة عُمان الثقافية.
إننا فخورون بما يتحقق من نهضة عمرانية واقتصادية وتجارية وسياحية وثقافية وأدبية في عُماننا الحبيبة، ومما لا شك فيه أن هذا كله ستظهر نتائجه خلال المرحلة المُقبلة؛ فقطار النهضة المتجددة انطلق، وسنقطف خلال السنوات المقبلة الثمار اليانعة للرؤية الفذة والسديدة التي رسمها جلالته ضمن رؤية "عُمان 2040"..
قليل من الصبر والأمل والتفاؤل، وسنجد أن التطلعات والطموحات الوطنية تتحقق شيئًا فشيئًا.. دُمتم، ودامت عُمان بخيرٍ.