مواقف مشرفة لبلد السلام

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

بكلمة الحق التي رفعت وبصوت صدح في أرجاء الأرض، لن نكون يومًا شركاء في سفك الدماء، ولن نكون يومًا متورطين في أي حرب، لأننا نكيل الأمور بمكيال الحق والعدل، ولا نسير إلّا في طريق الصلاح والسلام.

قالت سلطنة عُمان كلمتها وصدحت بها بين الأمم والشعوب: أوقفوا الحرب على غزة وحاكِموا المعتدي ومجرمي الحرب في جميع المحاكم والمحافل الدولية، حاكِموا من قتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز، حاكِموا من دمّر الأوطان وبُناها التحتية، حيث قطع الشجر وأفنى البشر، حاكموا من احتل الأوطان وسعى لخرابها، لعنة الله عليهم أجمعين. واليوم تشرق شمس الحقيقة وبرهان الحق في عدم الانقياد لأحد سوى لله وما تمليه إرادة قائد وشعب مع التوكل على الله في كل أمر.

مرة أخرى نقول إن سلطنة عُمان لم ولن تكون يومًا شريكة لأحد في ظلمه وطغيانه؛ فمجالها الجوي مُغلق على طائرات وصواريخ المعتدين الظالمين المتمادين في جورهم وطغيانهم وطمس الحقائق ومن يتعاطون معه بقوة سلاحهم فهم على الضعيف فقط، يكيلون بمكيال الطغيان، فما يحدث في غزة من قتل وتدمير "دفاع عن النفس لإسرائيل"، لكن ما يحدث لليمن حق مكتسب للرد عليه!

هكذا تكال وتدار الأمور وتبقى كلمة الحق والدين هي مصباح الهدى لوطن امتدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخلاق أهله ونخوتهم وصلاح سرائرهم وصدقهم مع الله وعباده في كل أمر فالتاريخ يشهد والأمكنة تشهد على ما قام به أبناء عُمان الأوفياء المخلصون لربهم وأوطانهم من بطولات وأمجاد عظيمة تُسطر حتى اليوم في مثل هذه المواقف البطولية المشرفة.

فعمان منذ أول يوم رفضت الحرب بكل مسبباتها وحججها الواهية وكانت سند العون للقريب قبل البعيد وسند السلام الذي ترجمته في الأفعال لا الأقوال وصاحبة الحكمة والعدل في مواقفها فمواقفها مواقف الحكماء  الأقوياء ومواقف العدل والصلاح للعالم أجمع وسيعلم الجميع بعد حين حكمة السلطنة كما علموا عنها عندما أشعلوا نار الفتن من قبل وأطفأتها عُمان لحكمتها وحجة فعالها التي أوجبت الجميع نحو احترامها.

عدو غاشم وشعب أعزل فتك بالمدنيين وعاث فساداً وطغيانًا يقابله هجوم غاشم آخر على دولة عربية مسلمة هبت لنجدة إخوانها العزل المحاصرين في غزة والذين خذلهم الأخ قبل الصديق وهم يبادون من آلة صهيونية حمقاء لا ترقب إلاً ولا ذمة من أحد شعارها الغرور وسفك الدماء ولن يوفقوا بإذن الله.

هكذا تعيش تلك القوى المهيمنة على ثروات العالم تصنع الفتن وتبيع سلاح الحروب وتحيي الصراعات والنعرات من أجل خدمة وطنها ونهب الثروات بسهولة ويسر فهي الحاكم والشرطي والمفسد والآمر والناهي والمتحكم في الشعوب خذلهم الله.

اليوم نقول للجميع أي شرف وأي فخر يزهو به العماني بقول سلطنة عُمان كلمة الحق أمام قوى الظلم التي تجيز لنفسها وللآخرين كل شيء.

شكرًا جلالة السلطان المعظم.. شكرًا دبلوماسيتنا الشامخة، شكرًا للشعب العماني الأبي، شكرًا للشرفاء في هذا الوطن، وشكرًا لتلك المواقف التي نفتخر بها؛ فعمان دولة سلام دائمًا، وهي وطن الأحرار المؤمنين بقضيتهم وقضايا الامم المطالبة بحريتها.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وأدام عليهم نعمة الأمن والاستقرار والسلام وجعلها نصير الحق في كل قضايا أمتها العربية والإسلامية جمعاء.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

الأكثر قراءة