صور.. تاريخ وحضارة وسياحة

 

علي بن بدر البوسعيدي

يزخر وطننا الغالي بالعديد من الوجهات الثقافية والحضارية والسياحية والطبيعية، وهو ما يجعلها وجهة لآلاف الباحثين عن المغامرات والاسترخاء والتعرف على ثقافتنا الأصيلة وحسن ضيافتنا.

ونتيجة لذلك، يتوالى اختيار المنظمات الإقليمية والدولية لبعض الولايات كنموذج ثقافي أو سياحي يحتذى به، إذ شهدنا في عام 2015 اختيار ولاية نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية نظرًا لمكانتها الدينية والتاريخية والحضارية، وباعتبارها مدينة العلم والعلماء إذ تبوأت هذه المدينة العريقة مكانة مرموقة في التاريخ العُماني.

وفي عام 2019، تم اختيار مدينة صلالة عاصمة للمصايف العربية من قبل المنظمة العربية للسياحة، لما تتمتع به من مقومات سياحية تتمثل في البنية الأساسية والخدمات السياحية الممتازة والأجواء الرائعة بالإضافة لتوفر أنماط السياحة المختلفة.

وفي هذا العام، اُختيرت ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية عاصمة للسياحة العربية 2024، من قبل المجلس الوزاري العربي للسياحة، حيث تزخر صور بالعديد من المقومات التاريخية والثقافية، إلى جانب وجود مواقع أثرية تعود إلى حقب زمنية مختلفة، وأدرج عدد منها ضمن قائمة التراث العالمي والقائمة التمهيدية، بالإضافة إلى المواقع الطبيعية مثل الشواطئ والأودية والعيون والكهوف والمحميات الطبيعية التي تستقطب السياح من داخل وخارج سلطنة عمان.

ولا شك أنَّه بعد هذا الاختيار، ستشهد ولاية صورة نقلة كبيرة في مستوى المشاريع الخدمية والتنموية لجذب أعداد كبيرة من الزائرين والسائحين من داخل سلطنة عُمان وخارجها، إلى جانب ما شهدته في السنوات الأخيرة من تطوير ملموس على مستوى جميع القطاعات.

ودائمًا ما تغمرني سعادة كبيرة في كل مرة أزور فيها هذه الولاية الساحلية الرائعة، وما تتميز به من مواقع سياحية وثقافية، فضلًا عن شاطئها الخلّاب، وطيبة أهلها وكرم الضيافة الذي يتميزون به، ولذلك فإنَّ كل من سيزور ولاية صور سيحظى بتجربة سياحية فريدة.

وأخيرًا.. إنَّنا نأمل أن يتم استغلال هذه المناسبات في الترويج لمقوماتنا السياحية والثقافية لتعزيز الجهود الوطنية في جعل عمان تتبوأ مكانة مرموقة ضمن قائمة الوجهات السياحية المفضلة لمحبي الطبيعة والمغامرات وزيارة الأماكن التاريخية، من خلال تدشين عدد من الفعاليات التي تناسب مختلف الفئات العمرية.