باب المندب.. شريان الملاحة الاستراتيجي أحد تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة

الرؤية- غرفة الأخبار

 

تستهدف القوات المسلحة اليمنية بقيادة جماعة أنصار الله "الحوثيين" سفنًا في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب في هجمات تستهدف دعم الفلسطينيين في خضم عدوان غاشم يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأعلنت العديد من شركات الشحن، ومنها شركة "إم.إس.سي" أكبر شركة مشغلة لناقلات الحاويات في العالم، أنها ستتجنب قناة السويس بسبب ذلك؛ بما يعني أن سفنها قد تضطر للالتفاف حول القارة الأفريقية. ومثل تلك التطورات تدفع عادة تكلفة التأمين على الشحن إلى الارتفاع.

وفيما يلي رصد للعمليات العسكرية التي وقعت في الآونة الأخيرة:

- 18 ديسمبر: قال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن السفينة سوان أتلانتيك المملوكة لشركة نرويجية تعرضت لهجوم في جنوب البحر الأحمر بعدة مقذوفات انطلقت من منطقة يسيطر عليها الحوثيون.

- 16 ديسمبر: قالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إن مدمرتها كارني المزودة بصواريخ موجهة أسقطت 14 طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون في البحر الأحمر يوم السبت.

- 15 ديسمبر: قال مسؤول دفاعي أمريكي إن مقذوفا انطلق من منطقة باليمن يسيطر عليها الحوثيون أصاب سفينة الجسرة المملوكة لشركة ألمانية والتي ترفع علم ليبيريا، مما أدى إلى نشوب حريق دون وقوع إصابات.

- 15 ديسمبر: شركة ميرسك تنفي مزاعم حركة الحوثي بأنها نفذت عملية عسكرية بطائرة مسيرة على سفينة تابعة لشركة ميرسك تبحر باتجاه إسرائيل، لكنها تقول إنَّ الناقلة استُهدفت بصاروخ. وقالت مصادر ملاحية إن سفن شركة ميرسك تانكرز لديها خيار تغيير مسارها عبر رأس الرجاء الصالح بسبب تدهور الوضع الأمني في البحر الأحمر.

- 12 ديسمبر: قال المتحدث باسم القوات اليمنية إن الحركة استهدفت الناقلة التجارية النرويجية ستريندا. وقال مسؤول أمريكي لرويترز إن الهجوم وقع على بعد نحو 111 كيلومترا شمالي مضيق باب المندب في نحو الساعة 2100 بتوقيت جرينتش.

- العاشر من ديسمبر: قالت وزارة الدفاع الفرنسية إن سفينة حربية في البحر الأحمر أسقطت طائرتين مسيرتين انطلقنا صوبها من الساحل اليمني.

- التاسع من ديسمبر: حذر الحوثيون أنهم سيستهدفون جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسيتها، وحذروا جميع شركات الشحن العالمية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.

- الثالث من ديسمبر: قال الجيش الأمريكي إن ثلاث سفن تجارية تعرضت لهجوم في المياه الدولية في جنوب البحر الأحمر، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على سفينتين إسرائيليتين في المنطقة.

- 19 نوفمبر: قالت إسرائيل إن الحوثيين استولوا على سفينة شحن مملوكة لبريطانيا وتديرها اليابان في جنوب البحر الأحمر.

ومضيق باب المندب هو منفذ البحر الأحمر إلى المحيط الهندي، ويقع بين اليمن في شبه الجزيرة العربية وجيبوتي وإريتريا على الساحل الأفريقي. ويعد المضيق أحد أهم المسارات المائية في العالم لشحنات السلع العالمية المنقولة بحرا، وخاصة النفط الخام والوقود من الخليج المتجه إلى البحر المتوسط ​​عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد، بالإضافة إلى السلع المتجهة إلى آسيا، بما في ذلك النفط الروسي. ويبلغ عرض باب المندب 30 كيلومترا في أضيق نقاطه، مما يجعل حركة الناقلات صعبة ومقتصرة على قناتين للشحنات المتجهة للبحر الأحمر والخارجة منه، تفصل بينهما جزيرة بريم. ومرَّ في المضيق نحو 7.80 مليون برميل يوميا من شحنات النفط الخام والوقود في أول 11 شهرا من 2023، ارتفاعا من 6.60 مليون برميل يوميا طوال 2022، وفقا لشركة تحليلات النفط فورتيكسا. ورصدت فورتيكسا عبور 27 ناقلة محملة بالخام أو الوقود يوميا في المتوسط في عام 2023، ارتفاعا من 20 في العام الماضي. وقالت إدارة معلومات الطاقة إن 12 بالمئة من إجمالي النفط المنقول بحرا في النصف الأول من 2023 وكذلك ثمانية بالمئة من تجارة الغاز الطبيعي المسال مرت من باب المندب وخط أنابيب سوميد وقناة السويس.

وقال تيم لاندركينج مبعوث الولايات المتحدة الخاص لليمن لرويترز يوم الخميس إن واشنطن تريد أن يقدم تحالف ملاحة بحرية مؤلف من "أوسع نطاق ممكن" حماية للسفن في البحر الأحمر وقال للحوثيين إن استمرار مثل تلك الهجمات لن يتم التسامح معه. لكن مصادر قالت لرويترز إن السعودية تسعى لاحتواء أي تداعيات للعدوان الإسرائيلي على غزة، وطلبت من الولايات المتحدة التحلي بضبط النفس في الرد على الهجمات في البحر الأحمر.

وسبق أن لجأ المجتمع الدولي من قبل لقوات بحرية لحماية الملاحة من القرصنة قبالة القرن الأفريقي خاصة انطلاقا من الصومال وهي عمليات قرصنة تزايدت بين عامي 2005 و2011. وفي ديسمبر 2008، دشن الاتحاد الأوروبي "العملية أتلانتا" للتعامل مع هجمات قراصنة صوماليين على سفن شحن. كما نفذت عملية "درع المحيط" التابعة لحلف شمال الأطلسي وقوة عمل بحرية متعددة الجنسيات عمليات حماية أيضا لمكافحة القراصنة.

تعليق عبر الفيس بوك