"بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ"؟

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي *

في خضم حياة عجيبة غريبة، نعيش اليوم في أعتى عصور الانحطاط الإنساني وأقبحها على الإطلاق، حيث تتكالب قوى الشر بعدتها وعتادها على فئة قليلة فوضت أمرها إلى الله وهي تُباد وتدُك بكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، ويتباكى بعدها الجميع على الظالم الغاشم بأنه صاحب الحق المظلوم - لعنه الله إلى يوم الدين- آلاف القتلى والجرحى والمفقودين والمعوزين قد سويت بهم الأرض بديارهم وأجسادهم والعالم من أقصاه إلى إقصاه صامت لا يتحرك له ضمير ولا ينفطر قلبه على آلاف الشهداء الأبرياء من الأطفال والعجزة والشباب، عوائل بأكملها سحقت تحت قصفهم وعداوتهم هم مصاصو دماء البشر في هذا العصر البغيض، عادوا عطشى للفتك بقوم يعيشون على أرضهم يدافعون عن عرضهم وديارهم، فهم من أنبل الشعوب اليوم ببسالتهم وجهادهم في عليين عند بارئهم، إما نصراً مؤزرا أو استشهادًا وفوز بالجنان.

"بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ".. تلك الأرواح الطاهرة الزكية؟ وإلى أين يذهب هذا العالم المجنون بسكوته عن مجازر غزة؟ وأين نخوة العرب والمسلمين وأحرار العالم تجاه ما يرونه من أهوال تقشعر لها الأبدان؟

الأرض ليست أرضكم أيها الجبناء، والمكان ليس مكانكم أيها الأنذال.. هكذا نقول جميعا ونردد للعدو المحتل اخرج من ديار المسلمين وديار العرب؛ فمكانك مزابل التاريخ التي سطرتها ببغيك وطغيانك وخيانتك للأمم وبقبح أفعالك، وإذا لم تخرج ستُسحق بإذن الله فعباده صامدون لنصرة وطنهم حتى آخر رجل.

اليوم نقول للعرب جميعاً: ويل ثم ويل للعرب من شر قد اقترب، بسكوتكم ونصرتكم لعدوكم الغاشم اللعين، فهو لن يكون لكم إلا ويلًا ودمارا لأوطانكم وشعوبكم، فما يزينه من حبائل شيطانية وهم، كبيت العنكبوت لن يصمد ساعات، وسينقلب عليكم كما انقلب على جميع الأمم من خلال سيرتهم الحاضرة وسيرتهم الماضية.

"بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ".. سيبقى عارها على شعوب العالم أجمع يسألهم الله عن مَن أحل سفك دمائهم واغتصاب أرضهم، وعن من صرخ بكلمة حق ضد عطشى القتل وسفك الدماء، فلنتحد جميعا كلٌّ بما يملكه لنصرة غزة؛ ففي نصرتها نصرة للحق والدين، ومن ترابها ينطلق المسير بإذن الله قريباً لتحرير فلسطين.. وإن غداً لناظره لقريب.

اللهم يا ربِ، إن هذهِ الأيام قاسية جدا علينا وعلى أمتك، وهذهِ اللّيالي كَئيبة، وأرواحنا مُتعبة وقلوبنا مُرهقةٌ، وظُروفنا صِعبةً مريرة، ولا أحد يسمعنا سواك، ولا أحد قادر أن يغير أحوالنا غيرك، أنت ملاذنا الوحيد والأقرب إلينا من حبل الوريد، ارحم ضَعفنا وانصر مجاهدينا يا الله.. اللهم آمين.

* إعلامي - عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية