الهدنة.. أولى بشائر النصر

‏راشد بن حميد الراشدي

بعد أن حاول العدو التعتيم على ما يتلقاه من ضربات المقاومة الباسلة، وخسائره التي فاقت كل تقدير في حرب فاجرة قام العدو الغاشم فيها بقتل الاطفال والنساء والمدنين من المسالمين في بيوتهم وحتى المرضى في المستشفيات حيث لم يسلم أحدًا من فجورهم ومجازرهم البائسة فهم لم يستطيعوا القضاء على الشجعان فكانت حيلتهم على الضعفاء المسالمين.
استصرخ العدو العالم بأجمعه لينقذه من مستنقع غزة ومن هزائمه المتتالية ومن كمائن الأحرار المجاهدين أن ينقذه بهدنة يستطيع أن يلتقط أنفاسه ويحرر أسراه ويعالج جرحاه ويسحبهم من ذلك المستنقع وهو الذي حاصر غزة ومنع عن أهلها كل احتياجات الحياة من ماء ودواء وغذاء وقصف مستشفياتها وأماكن إيواء النازحين وكل شيء يستطيعون أن يضغطوا به على المقاومة الباسلة.
اليوم يقف العدو الغاشم بجنرالاته وقادته ومؤيديه في هذه الحرب الخاسئة وهم صاغرين وقد استسلموا بعد اذلال المقاومة الباسلة لهم حتى جاءت الهدنة بشروط المقاومة والتي ستكون استراحة محارب نحو إعداد العدة وتنظيم الصفوف لمحو عدو الله وعدو رسوله وتحرير الاقصى وكامل فلسطين من شراذم الأمم التي كتب عليها الشتات في الأرض بافعالهم النتنة الخبيثة التي لا تستسيغها أي أمة ولا أي وطن فأصلهم أشجار خبيثة سامة ذاق شرورهم العالم بأسره .
سلطنة عُمان وبمواقفها الشعبية والرسمية كانت عند إحقاق الحق ونبذ الظلم والفساد منذ أول يوم، وكان طلب سلطنة عمان بمحاكمة العدو على جرائمه ضد البشرية على قتله وإبادة أبناء الشعب الفلسطينين وضرورة تطبيق الاتفاقيات العالمية التي أقرها العدو المحتل ومن أهمها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة؛ حيث خرج الشعب العماني والمقيمون على أرض السلطنة، مستنكرين كل ذلك العدوان الغاشم وتلك المجازر التي لا يرتضيها أي إنسان على الأرض.
اليوم وبحمد الله وبمواقف شعوب العالم ذوي الضمائر الحية وبمؤازرة الدول العربية والإسلامية ودول العالم التي صدحت بالحق طوال فترة الحرب يبدأ سريان الهدنة التي أفرحت جميع الأحرار والتي ستتبعها بإذن الله انتصارات أخرى من المقاومة إذا أرادت قوى الشر حفظ ماء وجهها والانسحاب من غزة وسائر المدن الفلسطينية وأولها القدس الشريف الذي أشرق نوره بتباشير النصر القادم؛ فهؤلاء الشرذمة زائلون بإذن الله بتصدي شجعان فلسطين لهم والذين تحثهم ملائكة الرحمة في مواطن الجهاد فرباطهم في ثغور فلسطين بداء يؤتي ثماره بفضل الله.
قال تعالى : (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).