راشد بن حميد الراشدي **
في شريعة الغاب التي نعيشها اليوم في هذا الزمان الغريب العجيب ودماء المسلمين تسيل كأنهار السيول من أجساد الأطفال قبل الكبار والضعفاء قبل الأقوياء نستذكر كل قوانين الطبيعة التي لا تقبل غير الأقوياء ليعيشوا وينتزعوا الحق من الظُلام الغاشمين.
نحن اليوم نعيش في شريعة الغاب رغم قلة الأسود الصامدين وكثرة النعاج الخائنة لأمتها وقضيتها ورغم مشاهدة الظُلام المعتدين وهم يفتكون بجميع ما يقع في مرماهم من شجر وحجر وبشر وبدون تفرقة ورحمة أو تطبيق أبسط قوانين الغاب وهي حماية الأخ لأخيه من بني جلدته.
نماذج كثيرة عراها هذا الزمان حتى انكشفت سوءات الكثير منهم ممن يدعون إلى السلام والوئام مع مفترس غادر لا يرقب إلًّا ولا ذمّة في الله عديم الضمير والخلق، خنزير ماجن ركع تحت قوامه النتن متخاذلون أعطوه الخيط والمخيط وهو لا يفقه شيئًا سوى لغة المكر والخبث والدمار والاعتلاء؛ فأركسه الله على يد فئة مؤمنة حملت لواء الجهاد والتضحيات على عاتقها فكانت على قدر المسؤولية والصبر على الابتلاء.
أسود صامدون يرفعون راية الله والجهاد في سبيله رغم العدة والعتاد فأثبتوا أنَّ النصر لن يصنعه سوى أهله المرابطين لأجله بالتضحيات فهل هناك أغلى من الروح التي قدموها للنصر أو الشهادة تقدم في مثل تلك المواطن الطاهرة.
45 يوماً من المعارك والأسود الضارية تلقن عدو الله وعدوهم دروسًا في شجاعة وإقدام المؤمن وأن ما يقدمون عليه باطل وأن الله غالب على أمره وأن النصر لعباده المتقين.
أسود قهرت العدو وفتكت به في كل ساحات الإقدام وتقدمت عليه في كل فنون وتقنيات القتال فلا يعلم من أين تأتيه الضربات والصفعات فقد كتب له التيه في الأرض وهو اليوم تائه في ساحات القتال.
صمود الأسود هو من قلب الطاولة رأسًا على عقب فقد كان يظن المحتل وأعوانه من بني صهيون أن الأمر سيستغرق سويعات أو أيامًا قليلة؛ ليتفاجأ بالأسود الضارية تدكه دك الجبال لتتناثر أشلاء نعاجه ويقتلوا شر قتلة.
إنه صمود الأسود التي ستسود رغم تكالب الأمم الحاقدة وخيانة الأمم المسلمة فالنصر قادم بإذن الله وهذه بشاراته وهذه بوارقه.
فاللهم انصر الإسلام والمسلمين ودمر أعداء الدين، وانصر إخواننا المستضعفين في فلسطين وسائر بلاد المسلمين.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية